العالم

موقف متقدم لواشنطن في قضية الصحراء الغربية … وضربة جديدة لنظام المخزن

أكد نائب كاتب الدولة للخارجية الأمريكية، مكلف بشمال إفريقيا جوشوا هاريس، على اصطفاف واشنطن مع العملية السياسية للأمم المتحدة بشأن الصحراء الغربية.

وقال جوشوا هاريس في حوار مع جريدة “الخبر”، إن الحكومة الأمريكية تقدّر بشدة صوت الجزائر الداعم للأمن بالمنطقة، وأن واشنطن عازمة على المضي قدما في الحوار الاستراتيجي المرتقب إجرائه الخريف المقبل.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن اللقاء سيمثّل فرصة أخرى لتقييم الشراكة الشاملة على محور الجزائر واشنطن.

وبخصوص زيارته إلى مخيمات تندوف مؤخرا، قال هاريس إنها تعبير عن صدق إرادة حكومته في دعم العملية السياسية للأمم المتحدة الرامية إلى المضي قدما نحو حل سياسي دائم ولائق للصحراء الغربية.

وأضاف: “لقد كانت هذه هي زيارتي الأولى ومثّلت لي فرصة للفهم ورؤية بشكل مباشر للغاية الوضع على أرض الواقع والتشاور، بما في ذلك مع الأمين العام، ابراهيم غالي، حول أهمية دفع العملية السياسية للأمم المتحدة إلى الأمام”.

وأكد هاريس أن المبعوث الشخصي للأمم المتحدة دي ميستورا يعمل بشكل مكثف للغاية لتحقيق تلك الحركة السياسية، مضيفا: “لقد كان مجلس الأمن، بدعم من الولايات المتحدة، واضحا للغاية، بما في ذلك من خلال اللائحة الأممية رقم 2654، بشأن الدعم الكامل للمبعوث الشخصي للأمين العام الأممي، والحاجة الملحة للتنفيذ لذلك كانت هذه فرصة للتأمل في جدية حكومتي في دعم ذلك”.

ويعتقد هاريس أن هذه الرؤية مشتركة بالكامل بين الولايات المتحدة والجزائر، قائلا: “إننا ننظر إلى هذا الأمر حقا من حيث الإلحاح والتركيز للتأكيد على إنجاح مسار عملية الأمم المتحدة هذه ومساعي المبعوث الشخصي، حيث لم تنجح الجهود السابقة للأسف”.

وأشار المحدث أن حكومته تقدّر بشدة صوت الجزائر الداعم للأمن في هذه المنطقة، مشيرا أن هذا مثّل عنصرا أساسيا في زيارة وزير الخارجية، أحمد عطاف إلى واشنطن الشهر الماضي وفي محادثاته مع كاتب الدولة بلينكن، كما كان ذلك عنصرا أساسيا في محادثات السفيرة روبن.

وأردف: “المحادثات التي أجريتها مع الحكومة الجزائرية للتفكير معا في التحديات المشتركة ومدى أهمية الجزائر فضلا عن ذلك، يمكن أن يساعد صوت الجزائر في دفع هذه القضايا إلى الأمام والوزير عطاف طرح اقتراح واضحا ومهما للغاية فيما يتعلق بالوضع”.

وأضاف هاريس أن الجزائر قدمت رؤية مدروسة للغاية فيما يتعلق بالتنمية، بل وحتى الديمقراطية في المنطقة، باعتبارها وصفة حيوية للاستقرار على المدى الطويل، وهي رؤية تتقاسمها الحكومتين بشكل أساسي، على حد قوله معتقدا أن ذلك يشكل عنصرا لا غنى عنه وعنصرا مركزيا فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية وفيما تناقشه الجزائر والولايات المتحدة في محادثاتهما الخاصة.

وتابع: “نحن نفكر في كلا التحديين الملحين للغاية، مثل التطورات التي تحدث في النيجر، ولكننا أيضا، كما أعتقد، نفكر في الرغبة المشتركة في ضمان استدامة هذه النتائج وتعتبر رؤية الجزائر للتنمية الإقليمية مقنعة للغاية، ولذلك فقد أخذنا بعين الاعتبار مقترح الجزائر الذي أعلنه الوزير فيما يتعلق بهذا المؤتمر، كما أننا أعربنا عن تقديرنا للفرصة التي أتيحت لنا لبدء المناقشات بشأن هذا الموضوع، وإنني على يقين من أنه سيكون لدينا المزيد من الفرص لمعرفة المزيد عن فكرة الحكومة الجزائرية، في هذا الصدد، وإلقاء نظرة متأنية للغاية على الكيفية التي يمكن بها للولايات المتحدة أن تتصور دورها المحتمل”.

وقال نائب كاتب الدولة للخارجية الأمريكية، مكلف بشمال إفريقيا جوشوا هاريس إن هناك حوار واسع النطاق قائم بين الولايات المتحدة والجزائر، بما في ذلك حول التحديات المشتركة للإرهاب في جميع أنحاء المنطقة، مضيفا: “سيكون لدينا المزيد من الفرص خلال الأسابيع والأشهر المقبلة لمواصلة تلك المحادثات، بما في ذلك من خلال عقد حوار استراتيجي بين الولايات المتحدة والجزائر في واشنطن هذا الخريف ويدور هذا الحوار حول مجموعة من القضايا، ولكن بالطبع، فإن أحد العناصر المهمة في ذلك هو ما يتعلق بالأمن في منطقة الساحل، سواء التحديات العاجلة على المدى القصير أو القضايا طويلة المدى”.

وأردف المتحدث: “قمنا بتهنئة الجزائر بحرارة على انتخابها عضوا غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ويسعدنا جدا أن تتاح لنا هذه الفرصة للعمل بشكل وثيق مع شركائنا الجزائريين بشأن مجموعة كاملة من القضايا المعروضة على مجلس الأمن”

وفيما يتعلق بليبيا يرى هاريس أن مجلس الأمن يظل موحدا تماما خلف الممثل الخاص، عبد اللاي باتيلي، بشأن هذا الملف في محاولة دعم العملية السياسية في ليبيا لتمكين إجراء انتخابات وطنية وانتخابات ناجحة وتهيئة البيئة المواتية في ليبيا للمضي قدما بهذه العملية.

وبخصوص دعم الولايات المتحدة الأمريكية للجزائر للدفاع عن حصول إفريقيا على مقعد دائم في مجلس الأمم المتحدة قال : “أن ذلك يمثل بالتأكيد جانبا مهما من المحادثة بين الولايات المتحدة والجزائر والأعضاء الآخرين في مجلس الأمن للأمم المتحدة كمؤسسة وحول أفضل السبل لضمان قدرة مؤسسات مثل مجلس الأمن على العمل، وأتوقّع أنه سيكون لدينا الكثير من الفرص خلال الأشهر المقبلة، بينما تستعد الجزائر للانضمام إلى المجلس في جانفي للاستماع إلى المزيد من التفاصيل حول رؤية الجزائر لمستقبل الأمم المتحدة وكيف يمكننا أن نكون قادرين على ذلك والعمل معا لضمان نجاح هذه المؤسسات المهمة في المضي قدما”.

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى