الحصاد السياسي لسنة 2022: القمة العربية واجتماع الفصائل أهم الأحداث

شهدت سنة 2022 أحداثا هامة على الساحة السياسية الوطنية، حيث وصفت السنة الثالثة من حكم رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بأنها “عام عودة الدبوماسية الجزائرية للواجهة”.

وتميزت السنة المنقضية بأحداث كبيرة على الصعيد الوطني قفزت إلى الواجهة وتابعها الرأي العام وتفاعل معها، كما برز فيها اسم الجزائر على الصعيد الدولي من خلال أحداث ومحطات عديدة.

القمة العربية.. قمة ناجحة بامتياز 

احتضنت الجزائر  القمة العربية يومي الفاتح والثاني من نوفمبر 2022 برئاسة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، والتي توجت بـ”إعلان الجزائر”.

وحملت قمة الجزائر شعار “لم الشمل”، حيث تصدرت القضية الفلسطينية اهم بنود وثيقة إعلان الجزائر وجدول أعمال القمة، بالإضافة إلى بنود تتعلق بالأمن العربي.

ودعا رئيس الجمهورية إلى تشكيل لجنة اتصال عربية لمخاطبة الأمم المتحدة لدعم نيل فلسطين العضوية الكاملة بالمنظمة الدولية، مشددا على تمسك القمة “بمبادرة السلام العربية باعتبارها الحل الوحيد للقضية الفلسطينية”.

واعتبرت القمة العربية بالجزائر بمثابة “حدث استثنائي” لكونها انعقدت في ظل ظروف معقدة تتسم بتعدد وتلاحق الازمات على الساحة الدولية، والتي لم تسلم الدول العربية من تبعاتها، الا أن ذلك لم يمنع الجزائر من رفع التحدي وكسب رهان تنظيم هذا الحدث الهام رغم المحاولات العديدة لإفشال عقدها بالجزائر.

بعد سنوات من الخلاف..الفصائل الفلسطينية تجتمع في الجزائر

اجتمعت الفصائل الفلسطينية في الجزائر بتاريخ 13 أكتوبر 2022  بدعوة من الرئيس تبون، حيث وقع أزيد من 14 فصيلا سياسي فلسطيني في مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الفلسطينية على وثيقة “إعلان الجزائر”.

وكان للتوقيع على الوثيقة الجديدة في قصر الأمم رمزية كبيرة حيث شهدت نفس القاعة يوم 15 نوفمبر 1988 إعلان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات  قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في ما عرف بـ”وثيقة الاستقلال”.

وتضمن “إعلان الجزائر” المنبثق عن مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الفلسطينية التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية كأساس للصمود والتحدي، تكريس مبدأ الشراكة السياسية بين مختلف القوى الوطنية الفلسطيني، اتخاذ الخطوات العملية لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، بالإضافة إلى تولي فريق عمل جزائر – عربي للإشراف والمتابعة لتنفيذ بنود الاتفاق بالتعاون مع الجانب الفلسطيني.

عرض عسكري ضخم بمناسبة ستينية الاستقلال

شهدت الجزائر خلال سنة 2022 عرضا عسكريا احتفالات كبيرة وضخمة بالذكرى الـ60 لاسترجاع السيادة الوطنية، بقيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، حيث احتضن الشارع الوطني رقم 11 المحاذي لجامع الجزائر العرض العسكري الضخم.

وتميزت الاحتفالات والعروض العسكرية بحضور شرفي لضيوف الجزائر على غرار الرئيس التونسي، قيس سعيد، الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي وكذلك رئيسة إثيوبيا، بالإضافة إلى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية – حماس-، إسماعيل هنية وعدد من الممثلين الدبلوماسيين عن عدة دول.

وعرفت الاستعراضات مشاركة تشكيلات عسكرية مختفلة واستعراض  عربات قتالية ومنظومات متطورة م على رأسهال صواريخ الدفاع الجوي على غرار منظومة “بوك- م3″ و”س-300”.

“يد الرئيس ممدودة لجمع الشمل”

نشرت وكالة الأنباء الجزائرية شهر ماي 2022 برقية أكدت فيها أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، يسعى للم شمل الأشخاص والأطراف التي لم تكن تتفق في الماضي.

وجاء في المقال أن يد الرئيس تبون ممدودة للجميع دون إقصاء باستثناء الذين تجاوزوا الخطوط الحمراء وأولئك الذين أداروا ظهرهم لوطنهم، مشيرة إلى أن الجزائر بحاجة لجميع أبنائها.

وأكد المصدر أن الرئيس تبون الذي انتخبه الجزائريون المتطلعون لحلول جزائر جديدة يعد رئيسا جامعا للشمل، مضيفة: “الرئيس تبون الذي تم انتخابه من قبل كل الجزائريين الذين يتطلعون إلى جزائر جديدة هو رئيس جامع للشمل، حيث نجح في توحيد الشباب والمجتمع المدني خلال حملته الانتخابية ليشكل انتخابه أول تداول ديمقراطي في تاريخ البلاد”.

ولاحقا أعلنت العديد من القوى والّأحزاب والشخصيات في الساحة السياسية دعمها لمبادرة اليد الممدودة التي أطلقها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.

زيارة ماكرون إلى الجزائر

في شهر أوت من سنة 2022، زار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الجزائر حيث كان في استقباله رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بمطار الجزائر الدولي “هواري بومدين”، بحضور مسؤولين سامين في الدولة وأعضاء من الحكومة.

وجاءت زيارة ماكرون للجزائر التي دامت 3 أيام بعد فترة فتور شهدتها العلاقات بين البلدين وإعادة بعث ديناميكية جديدة.

وتحادث الرئيس تبون مع نظيره الفرنسي، حيث وصف المحادثات بـ”الصريحة” التي تنم عن خصوصية العلاقات ببين البلدين عمقها كونها تشمل جميع المجالات انطلاقا من الذاكرة مرورا بالتعاون التقني والاقتصادي.

وأكد رئيس الجمهورية أنه تطرق مع ماكرون إلى جل مواضيع التعاون الثنائي تعزيزيها بما يخدم مصالح البلدين ويضمن إعطاء دفعة نوعية للعلاقات وذلك تكريسا للتوجه الجديد المتفق عليه المبني على إقامة شراكة استثنائية شاملة في ظل الاحترام وتوازن المصالح بين البلدين.

وأشار الرئيس تبون إلى أنه تم تقييم ما تم تحقيقه من أهداف إعلان الجزائر للصداقة والتعاون، قائلا إن الطموح قائم لتكثيف التعاون العلمي والثقافي وتعزيز مستوى التبادل التجاري بين البلدين في ضوء الإصلاحات.

وكشف الرئيس تبون أن الواقع الراهن يتطلب منا العمل سويا على الصعيد الثنائي لمواجهة التحديات وفقا لتصور شامل يسمح بمعالجة فعالة لجذور الاضطرابات الحالية والتمسك بميثاق ومبادئ الأمم المتحدة.

أحزاب سياسية تنظم مؤتمراتها سنة 2022

عرفت سنة 2022 العديد من الأحداث السياسية الداخلية على غرار مؤتمرات بعض الأحزاب السياسية على غرار مؤتمرات جبهة القوى الاشتراكية والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، بالإضافة إلى مؤتمر حزب العمال.

وشهد المؤتمر السادس لأقدم حزب معارض في الجزائر انتخاب يوسف أوشيش أمينا وطنيا أول، من طرف المجلس الوطني للحزب المنبثق عن المؤتمر السادس الذي يعد الأول بعد رحيل حسين آيت أحمد، حيث تحصل أوشيش على 196 صوتا مقابل 16 صوتا.

وخلال المؤتمر السادس لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، شهد فوز عثمان معزوز خلفا لمحسن بلعباس، حيث صوت 374 عضوا لصالح معزوز مقابل 300 صوت لمنافسه مراد بياتور، ليصبح عثمان معزوز ثالث رئيس للأرسيدي.

وزكى أعضاء اللجنة المركزية لحزب العمال، الأمينة العامة للحزب، لويزة حنون، لعهدة جديدة خلال المؤتمر الثامن للحزب الذي انعقد في سيدي فرج، حيث أكدت حنون بعد تزكيتها على أن الحزب مستقل عمالي اشتراكي له قواعد من تقاليد الحركة العمالية والوطنية وهو حزب أصيل مكون من مناضلين ومناضلات التحقوا به لخوض المعارك والكفاحات والتكوين السياسي.

الانتخابات المحلية الجزئية

عرفت سنة 2022 إجراء الانتخابات المحلية الجزئية في 6 بلديات بولايتي تيزي وزو وبجاية، حيث عرفت هذه الاستحقاقات اكتساحا كبير للأحرار.

وكان رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، قد قال إن الهيئة الناخبة بلغت 57 ألف و650 ناخب، حيث صوّت منهم 17804 ناخب منهم 14141 ناخب يمثلون 30.22 بالمائة في ولاية بجاية و3663 ناخب يمثلون 33.69 في ولاية تيزي وزو .

كما سجلت خلال الانتخابات البلدية الجزئية 886 ورقة ملغاة، و25 ورقة متنازع فيها وبلغ عدد الأصوات المعبر عنها 16918 صوت.

وأشار رئيس سلطة الانتخابات إلى أن القوائم الحرة تحصلت على 74 مقعدا من إجمالي 90 مقعدا ما يمثل نسبة 82 بالمائة.

بينما تحصلت قوائم أحزاب جبهة التحرير الوطني على 7 مقاعد، جبهة القوى الاشتراكية 6 مقاعد والتجمع الوطني الديمقراطي 3 مقاعد.

نور الدين بدوي يلتحق بسابقيه في السجن

قررت غرفة الاتهام لدى مجلس قضاء الجزائر يوم 23 أوت 2022 إيداع الوزير الأول السابق نور الدين بدوي الحبس المؤقت لمتابعته بتهم تتعلقّ بالفساد.

وألغى مجلس قضاء الجزائر قرار وضع المتهم بدوي تحت إجراء الرقابة القضائية، الذي صدر عن قاضي التحقيق لدى القطب الجزائي الاقتصادي والمالي لسيدي أمحمد الخميس الماضي.

ويتابع بدوي في قضية فساد تخص تظاهرة عاصمة الثقافة العربية حينما كان واليا في قسنطينة، إلى جانب الوالي السابق للولاية حسين واضح.

وعين بدوي وزيرا أول بتاريخ 11 مارس 2019 من طرف الرئيس السابق بوتفليقة، حيث قدم استقالته للرئيس تبون بتاريخ 19 ديسمبر 2019.

تنصيب المجلس الأعلى للشباب

نصب رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، المجلس الأعلى للشباب كهيئة استشارية لدى رئاسة الجمهورية بتاريخ 20 جوان 2022، وهو المجلس الذي تم استحداثه بموجب دستور نوفمبر 2020.

وعين الرئيس تبون، مصطفى حيداوي رئيسا للمجلس الأعلى للشباب، وهو الذي شغل منصب المكلف بالإعلام لدى ديوان الحج والعمرة.

وتتكون تشكيلة المجلس من 348 عضوا يمارسون عهدتهم لمدة 4 سنوات غير قابلة للتجديد وتتميز بالمناصفة بين الجنسين، 232 عضوا منتخبا بعنوان تمثيل شباب الولايات و34 عضوا بعنوان ممثلي المنظمات والجمعيات الشبانية، المحلية منها والوطنية، يعينهم الوزير المكلف بالشباب.