رياضة

الحصاد الرياضي لسنة 2022: خيبة “الخُضر” تُغطي على نجاحات أخرى

شهدت الساحة الرياضية الجزائرية سنة 2022 عديد الأحداث سواء على المستوى الوطني أو القاري، بداية بالنجاح الباهر لألعاب البحر الأبيض المتوسط، إلى النهضة التي عرفتها البنية التحتية من خلال تدشين ملاعب بمواصفات عالمية.

بالمقابل سجلت بعض الإخفاقات على غرار فشل المنتخب الوطني في التأهل لمونديال قطر 2022 وخروجه من الدور الأول لـ”كان” الكاميرون، بالإضافة إلى الظهور السيء للأندية الجزائرية في المنافسات الإفريقية.

كما  فقدت الساحة الرياضية الجزائرية شخصيات معروفة، على غرار لاعب اتحاد العاصمة بلال بن حمودة، الرئيس السابق للبطولة المحترفة محفوظ قرباج، عبد الحميد زوبا ولاعب المنتخب الوطني السابق علي مسعود مليك.

 

تنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط.. نجاح باهر

كانت الألعاب المتوسطية وهران 2022 فرصة مثالية للجزائر من أجل العودة بقوة إلى الساحة الرياضية، وكان لها ذلك بعد النجاح الباهر الذي شهدته الألعاب التي نظمت بولاية وهران.

وحققت النخبة الوطنية أكبر حصيلة في تاريخها خلال هذه الألعاب بحصد مجموع 53 ميدالية منها 20 ذهبية، 17 فضية و16  برونزية، وستبقى المشاركة الـ15 للجزائر في الطبعة الـ19 للألعاب المتوسطية الأفضل على الإطلاق.

وساهمت الحصيلة المُشرفة للرياضيين الجزائريين في إنجاح الألعاب بعد التنظيم الذي كان بمثابة تحدي كبير للجزائر ومنحها درجة “مبهر” بشهادة الحاضرين، وذلك بفضل الإمكانيات البشرية والمادية الهائلة التي سخرتها الدولة من أجل ضمان نجاح منافسة غابت الجزائر عن تنظيمها منذ عام 1975.

 

“شان 2022”.. الجزائر تستعد لتحقيق نجاح آخر

تستعد الرياضة الجزائرية على وجه العموم وكرة القدم على وجه الخصوص لاحتضان حدث كروي هام وذلك باستضافة الجزائر لكأس إفريقيا للاعبين المحليين والذي سينطلق في الفترة الممتدة من 13 جانفي إلى 4 فيفري 2023.

وتُمثل هذه الطبعة الأخيرة من نوعها فرصة لتأكيد نجاح الألعاب المتوسطية، وذلك بحسن سير “الشان” من مختلف الجوانب، كما يمثل “الشان” فرصة أخرى لإظهار استعدادات الجزائر في استضافة أي حدث رياضي إفريقي أو دولي، خاصة وأن الجزائر وضعت ملف ترشحها لاستضافة “كان” 2025 وتسعى الدولة الجزائرية لبعث رسالة تأكيد لمسؤولي “الكاف” بخصوص منحها حق استضافة المنافسة الأغلى إفريقيا.

وتعتمد الجزائر في ملفها على جاهزية بنيتها التحتية التي تدعّمت بإنجاز 4 ملاعب بمواصفات عالمية، على غرار ملعب وهران الأولمبي، ملعب براقي، ملعب الدويرة، ملعب تيزي وزو، كما تم إعادة تهيئة كل من ملعب عنابة وقسنطينة.

وكان وزير السكن والعمران طارق بلعريبي، قد أكد في وقت سابق أنه سيتم إنشاء ملاعب عالمية أخرى بكل من عنابة، ورقلة وبشار وقسنطينة.

 

جهيد زفيزف رئيسا لـ”الفاف”

شهدت سنة 2022 تولي جهيد زفيزف رئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ليخلف المنسحب شرف الدين عمارة في عهدة أولمبية.

وجاء انسحاب عمارة بعد فشله في تحقيق أهداف المنتخب الوطني في الدفاع عن تاجه القاري والتأهل للمونديال، حيث ترك باب الترشح مفتوحا لمن يريد خدمة الكرة الجزائرية.

وعرفت الانتخابات ترشح كل من جهيد زفيزف وعبد الحكيم سرار، وانتهت بفوز زفيزف بالأغلبية ليتولى بذلك رئاسة مبنى دالي ابراهيم.

وتنتظر رئيس “الفاف” عدة تحديات أبرزها إعادة هيبة المنتخب الوطني الغائبة منذ 2019 وتحقيق أهداف برنامجه الانتخابي، ولن يكون تحقيق هذه الأهداف بالسهولة التي ينتظرها لذا يجب عليه توفير المحيط الضروري والنظيف وتوفير الدعم اللازم للناخب الوطني وللاعبين للوصول للأهداف المسطرة.

كما يسعى زفيزف خلال سنة 2023 لمواصلة إنجاز مشاريع أكاديميات “الفاف” في مختلف مناطق الوطن، كما يهدف إلى الاهتمام أكثر بالكرة النسوية والفئات السنية ووضع حد لما تعيشه كرة القدم المحلية من فوضى في التسيير.

 

انتخاب أول امرأة على رأس اتحادية كرة اليد

شهدت الانتخابات الرئاسية لاتحادية كرة اليد، انتخاب كريمة طالب خلفا للرئيس السابق لاتحاد كرة اليد، حبيب لعبان، الذي تم إيقافه من قبل وزارة الشباب والرياضة بسبب مخالفات قانونية.

ويعتبر هذا الأمر سابقة تاريخية، كون كريمة طالب أول امرأة تتولى رئاسة الاتحادية منذ نشأتها، ورغم قرار الاتحادية الدولية بإعادة الانتخابات إلا أنّ طالب كريمة تمكنت من الفوز مجددا وبفارق مريح عن منافسها.

وتأمل كريمة طالب في النهوض بالكرة الصغيرة والرياضة الأكثر شعبية في الجزائر بعد كرة القدم، كما تهدف من خلال برنامجها لحل مختلف المشاكل التي تعاني منها الأندية المحلية وكذا توفير الجو الملائم للمنتخب الوطني الذي يستعد للمشاركة في كأس العالم.

 

وجود رياضية معروفة ودّعتنا

وكما شهدت سنة 2022 عديد الإنجازات، عرفت أيضا رحيل عدة وجوه لامعة خلدت اسمها بأحرف من ذهب، حيث غادرنا الرئيس الأسبق للبطولة المحترفة الأولى محفوظ قرباج الذي توفي بعد صراع مع المرض.

كما توفي لاعب اتحاد العاصمة بلال بن حمودة في صدمة للرياضة الجزائرية كيف لا وصاحب 24 عاما كان في أفضل مستوياته ويستعد لدخول القفص الذهبي، كما كان يهدف إلى تحقيق لقب “الشان” رفقة المنتخب المحلي.

ورحل عنا دون رجعة لاعب فريق جبهة التحرير الوطني والمدرب الجزائري عبد الحميد زوبا، الذي ترك خلفه العديد من الإنجازات الكروية على الصعيدين الشخصي والأندية التي دربها، دون أن ننسى المدافع الدولي لسنوات السبعينات علي مسعود مليك، الذي توفي بعد صراع طويل مع المرض.

 

“الخضر” .. سنة 2022 للنسيان

كانت سنة 2022 من بين أسوأ السنوات في تاريخالمنتخب الوطني لكرة القدم، كيف لا وهو الذي أضاع لقب كأس إفريقيا بعد الفوز به سنة 2019 وذلك بالخروج من الدور الأول في “كان” الكاميرون، كما فشل بلماضي وأشباله في المحافزة على سلسلة 35 مباراة دون هزيمة بالخسارة على يد منتخب غينيا الاستوائية.

وشهدت السنة ذاتها، ضياع حلم الجزائريين بالتأهل لمونديال قطر، وذلك بعد الانهزام على يد المنتخب الكاميروني في ملعب تشاكر بنتيجة 2 ـ 1، في كابوس شارك في إخراجه الحكم باكاري غاساما الدي يتحمل جزء كبير من مسؤولية الإقصاء رفقة الناخب الوطني الدي يُسأل عن خياراته التي بدء بها أطوار اللقاء، وصولا إلى اللاعبين الذين أضاعوا التركيز في آخر 30 ثانية من المواجهة.

 

مشاركة قارية ضعيفة للأندية الجزائرية

فشلت جميع الأندية الجزائرية المشاركة في المنافسات الإفريقية في تحقيق مرادها والوصول للأدوار النهائية ، حيث أخفق كل من شباب بلوزداد وشبيبة القبائل في الوصول للأدوار المتقدمة.

وشهدت الطبعة الحالية من منافسة كأس الكاف فشل فريق شبيبة الساورة في التأهل لدور المجموعات بعد انهزامها في الدور التمهيدي.

وتُعلق الآمال هذا الموسم على كل من اتحاد العاصمة، شبيبة القبائل وشباب بلوزداد في فعل ما عجزوا عن فعله في السنوات السابقة وتشريف الراية الجزائرية والعودة لمنصات التتويج.

 

وأخيرا.. ميسي بطلا للعالم

نظّمت قطر منافسة كأس العالم وسط نجاح غير مسبوق على حد قول عديد الشخصيات الرياضية، وعرفت المنافسة تتويج منتخب الأرجنتين باللقب الإلى عالميا بفوزهم في النهائي على المنتخب الفرنسي بركلات الترجيح في مباراة أسطورية تبقى عالقة في أذهان عشاق الكرة المستديرة.

وتمكن أسطورة الأرجنتين ميسي من التتويج بأول لقب عالمي له، بعد ضياع الحلم سنة 2014 على يد الألمان، وكان مونديال قطر فأل خير على الرغوث الذي دعّم خزائنه باللقب الذي كان ينقصه راسما بذلك اسمه بحروف من ذهب رفقة الأسطورة الأخرى دييغو مارادونا.

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى