حواراترياضةريبورتاج

المراكز الرياضية في تونس.. قبلة النوادي الجزائرية

أول شيء يخطر في ذهن الزائر لتونس، الجارة الشرقية للجزائر، هو أنها دولة سياحية بامتياز، نظرا لما تتمتع به من هياكل ومُركبات سياحية ومرافق عديدة، كما تُعتبر أيضا من بين البلدان التي تحُج إليها الفرق الرياضية لإجراء تحضيراتها في مختلف الملاعب والمراكز خاصة ما تعلق بكرة القدم.

“سبق برس” حطّت رحالها بدولة تونس الشقيقة رفقة وفد جزائري مُكوّن من 4 وسائل إعلامية، بعد أن تلقّينا دعوة من الديوان الوطني التونسي للسياحة “ONTT”، مع مُرافقة دائمة من مسؤول الوفود الإعلامية الأجنبية بوزارة السياحة التونسية أسامة خلف الله، الذي كان بمثابة الدليل السياحي المُتميّز للرحلة التي دامت 5 أيام.

واستطلعنا طيلة مدة إقامتنا أبرز المُركبات الرياضية التي تستقبل الوفود من مختلف الجنسيات والتخصصات، بداية من كرة القدم وصولا إلى التنس و”الغولف”، كما وقفنا على أسباب تفضيل الأندية الجزائرية إجراء تحضيراتها في هذه المراكز.

وتُفضّل مختلف الأندية الجزائرية بداية كل موسم، التحضير في المراكز الرياضية التونسية على غرار “حمام بورقيبة، عين الدراهم، سوسة، طبرقة، قمرت”، وسنكتشف من خلال هذا الروبورتاج مُميزات السياحة الرياضية في تونس ومُقوماتها.

مرسى القنطاوي بسوسة.. أول محطة

حطّت بنا الطائرة في مطار قرطاج الدولي بتونس العاصمة على الساعة 16:00 مساء، بعد ساعة من الطيران توجّهنا مباشرة إلى مدينة سوسة بمُرافقة مسؤول الوفود الإعلامية الأجنبية بوزارة السياحة التونسية أسامة خلف الله، الذي كان في استقبالنا بالمطار، وانتقلنا بعد استكمالنا للإجراءات الجمركية في مطار قرطاج، برا إلى فندق “المُرادي بالاس” مقر إقامتنا، في رحلة دامت ساعتين من الزمن.

في صباح اليوم المُوالي، بدأنا في اتباع البرنامج المُسطّر وذلك بإجرائنا للقاء صحفي مع المندوب الجهوي للسياحة بمدينة سوسة توفيق قايد، الذي رحّب بالوفد المُرافق لنا مُوضحا المرافق التي يتوفّر عليها المُركّب قائلا: “مركب المرادي عبارة عن سلسلة فنادق تتوزع عبر مختلف ربوع الوطن، يتوفر على ملعب لكرة القدم بنادي القنطاوي بالإضافة إلى 8 ملاعب للتنس ومرافق أخرى”.

ومن جهته أكد المسؤول التجاري على المشاريع الرياضية بسلسة المُرادي بسام زناتي، في تصريح لـ”سبق برس”، أن النوادي الجزائرية تتوافد على مركب المرادي بسوسة على غرار شبيبة الساورة، نادي بارادو اتحاد العاصمة، شبيبة القبائل، مولودية وهران وغيرها من النوادي بصفة دورية، كاشفا عن تخصيص معاملة خاصة للجزائريين القادمين إلى “المرادي بالاس” بسوسة.

تنقلنا إلى ثاني محطة بمدينة سوسة إلى مركب الغولف “الصولجان” بمرسى القنطاوي، وكان لنا لقاء شيق مع مُدير ملعب الغولف جلال عياش، الذي أشار إلى أن “صولجان” القنطاوي واحد من أفضل ملاعب “الغولف” بالجمهورية التونسية، ومُتحصّل على شهادات عليا ومُعتمد من قبل الهيئة الرياضية الدولية للغولف.

كانت الساعة تُشير إلى الزوال حينما توجهنا إلى مرسى القنطاوي الذي يعرف حركية سياحية كبيرة خاصة في فصل الصيف حينما تتزاحم قوارب النزهة واليُخوت في الاصطفاف قرب بعضها في مشهد أقل ما يُقال عنه إنه جميل، تلقينا بعدها شروحات من طرف المكلف بالإعلام لمركب الغولف بالقنطاوي مولدي ضيف الله، حول السياحة الرياضية في تونس وأهمية السوق الجزائرية سيما في مدينة سوسة التي تعرف إقبالا كبيرا من السواح الجزائريين.

حمام بورقيبة.. المركز الرياضي المُفضّل للأندية الجزائرية

بعدما أكملنا عملنا في مرسى القنطاوي بسوسة، توجهنا صباح اليوم الثاني إلى حمام بورقيبة برّا، استغرقت رحلتنا التي كانت من أقصى شرق تونس إلى أقصى غربها 4 ساعات ونصف عبر طريق وعرة، وصلنا إلى فندق المرادي بحمام بورقيبة الذي يقع على بعد 5 كيلومتر فقط عن الحدود الجزائرية، وتحديدا بمدينة عين الدراهم.

كان لنا لقاء مع مدير فندق المرادي بحمام بورقيبة زهير المهيري، الذي قدّم لنا شرحا وافيا عن المُركب وما يتمتع به من مُقومات وهياكل قائلا: “فندق المرادي بحمام بورقيبة يحتوي على جانبين رياضي واستشفائي، الجانب الرياضي يحتوي على 3 ملاعب لكرة القدم، قاعة تقوية العضلات ومسبح بالماء المعدني، نحن أقرب نقطة للأندية الجزائرية وقدومها إلى هنا راجع لقلة التكاليف التي تكاد تكون صفر”.

تفقدنا بعدها المركز الاستشفائي رفقة مديرة القسم الطبي الدكتورة هيام سويدان، التي قدّمت لنا شروحات عن أبرز خدمات المركز الاستشفائي الذي يقصده كبار السن خصوصا، وأكدت الدكتورة في تصريح لـ”سبق برس”، أن المياه المعدنية للمركز تتوفر على كميات عالية من المعادن والبيكربونات المُفيدة للصحة، مشيرة إلى أن المركز يُعتبر من بين الأفضل في مجال الاستشفاء بالمياه المعدنية”.

بعد إكمالنا لجولتنا داخل فندق المرادي بحمام بورقيبة، قمنا مساء يوم الأربعاء، بتفقد الملاعب المعشوشبة طبيعيا المتواجدة خارج الفندق، وهذا تحت إشراف نائب مدير المركب محمد مانسي، كما جمعنا حديث مع مسؤول الملاعب الثلاثة الذي قال لنا إن علاقاته مع الجزائريين تفوق علاقاته مع التونسيين، وهذا راجع لكثرة تعامله مع الأندية الجزائرية التي تتربص هناك، مضيفا أن المركب الرياضي بحمام بورقيبة يُعتبر أول قبلة للأندية الجزائرية بامتياز.

مركز “LA CIGALE”.. هذا ما قاله “مجيد بوقرة” للمسؤولين

توجهنا بداية من الساعة 08:30 صباحا، إلى المركب الرياضي الدولي بعين الدراهم، أين استطلعنا مختلف المرافق الرياضية التي يتمتّع بها المركز الذي يقع ببلدية عين الدراهم على ارتفاع 700 متر فوق سطح البحر، كما يبعد 180 كلم عن تونس العاصمة و10 كلم عن الحدود الجزائرية.

ويتميز المركز الدولي بكونه قُطبا لمختلف الرياضات وليس كرة القدم فقط، حيث يجمع الرياضات الجماعية والفردية معا في جو من الهدوء والسكينة وسط جبال عين الدراهم الحدودية.

التقينا بمسؤولي المركز الذين قدّموا لنا مطويات وشروحات عديدة للمركب الذي يستقطب الأندية الجزائرية طوال السنة وليس خلال فترة التحضيرات فقط.

كانت الساعة تُشير إلى 11:10 دقائق حينما غادرنا المُركب الرياضي الدولي بعين الدراهم، متوجهين نحو المركز الرياضي “LA CIGALE” بمدينة طبرقة، حيث مررنا عبر مُنعرجات وطرق جبلية تجعلك تشعر كأنك في جبال “الألب” السويسرية.

حين وصولنا للمركز، طاف بنا مندوب السياحة لمنطقتي طبرقة وعين الدراهم، مرواني عيسى، عبر مختلف أرجاء المكان، حيث اكتشفنا هياكل ومرافق المركز الذي يتمتع بمواصفات أوروبية خاصة فيما تعلق بملعب “الغولف” والثلاث ملاعب المعشوشبة طبيعيا.

حين وصولنا لمركز “لا سيغال” واكتشافنا لهياكله العديدة، عرفنا سبب اختياره من قبل مدرب المنتخب المحلي مجيد بوقرة لإجراء تربص تحضيري لـ”الشان”، حيث قال لنا المدير الإداري والمالي لمركز “لا سيغال” بطبرقة كمال الورهاني: “المنتخب المحلي الجزائري أجرى الشهر الماضي تربصا هنا، لقد اُعجبوا كثيرا بالمكان خاصة المدرب مجيد بوقرة الذي وعدنا بالقدوم هنا مرة أخرى”.

وبعد استكمالنا للجولة التفقدية في اليوم الثالث من المهمة، أظهر لنا مندوب السياحة بطبرقة قميص المنتخب المحلي الذي تم إهداؤه لإدارة المركب، مُوشّحا بتوقيعات اللاعبين والطاقم الفني.

الأسعار التنافسية أبرز أسباب تفضيل النوادي الجزائرية لتونس

بعد استكمالنا لرحلة العمل التي دامت 5 أيام، وجمع مختلف المعطيات التي تحصّلنا عليها طيلة مدة إقامتنا بتونس، ظهرت لنا جليا أسباب تفضيل الأندية الجزائرية التحضير بالمراكز التونسية.

ولعلّ أبرز هذه الأسباب، نجد الخدمات الجيدة التي تحظى بها الأندية والأسعار التنافسية التي تقدمها المراكز التونسية، حيث يعتبر هذا الأمر من بين عوامل تفضيل الفرق الجزائرية لتونس، دون أن ننسى نقص هذه المراكز بالجزائر.

الأزمة المالية التي تُعاني منها النوادي منذ سنوات عدة، عامل آخر يجعل الفرق الجزائرية تبحث عن ترشيد النفقات والتوجه نحو مركز يستجيب لميزانيتهم المالية المحدودة، لذا نجدهم يحجّون عبر حافلاتهم للمراكز الرياضية خاصة التي تقع قرب الحدود الجزائرية التونسية.

وتبقى دولة تونس الشقيقة تستقبل الجزائريين سواء في قطاع الرياضة أو السياحة بمختلف أنواعها، وهذا ما أكده مُرافقنا طيلة الرحلة أسامة خلف الله، في كلمته الختامية قبل عودتنا لأرض الوطن.

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى