أعمدة الرأي

أيّها الجنوب.. عذرا !

هل يكفي ان تعاقب وسيلة اعلامية او هيئة قضائية صحفية لانها تطاولت على اهل الجنوب ؟ هل يكفي هذا؟، لا شك لن يطفئ ذلك نار الغضب الذي يأكل سكان الجنوب، ليس الآن فقط بل منذ استقلال البلاد الى اليوم !!، كم من اعتذار يجب ان يرفعه اهل الشمال المرفه الى سكان الجنوب المنسي و هو مصدر قوتنا.. مصدر حليبنا وخبزنا ؟؟، هل يقبل هؤلاء اعتذارنا؟ وكم يلزمنا من اعتذار يرد لاهلنا في الجنوب اعتبارهم كمواطنين كاملي الحق في الحصول على جزء من الرفاه الذي ينعم به الشمال.

مطالب الشمال بالاعتذار للجنوب، فجزء من المسؤولية يتحملها أخلاقيا الشمال الذي ظل يستحود على خيرات ما بعد (حلب) الآبار فيما ظل الجنوب وهو على مرمى حجر من آبار البترول، يتسول بعضا من الاعتبار من إدارة مركزية ظلت تنظر الى الحنوب على أنه البقرة الحلوب التي يجب ان تحلب وتصمت !!، لا شك زادت التعاليق التي أعقبت الوقفة الاحتجاجية لسكان ورقلة والتي قادت إلى تأجيل حفل غنائي صرف لمنشطيه ملايين الدينارات، لا شك زادت في تنامي غضب الجنوب من بعض سكان الشمال الذين أقلقتهم الصلاة التي أداها المحتجون قبالة خشبة المسرح ولم تقلقهم الهشاشة النفسية التي تطبع أهلنا في الجنوب بفعل شعورهم اليومي بالتهميش والاقصاء والدونية !! الجنوب قنبلة موقوتة في حجر السلطة الحمقاء، وإن لم تنفجر هذه القنبلة كل هذا الوقت، فبفضل حكماء الجنوب وعقلائه.

لكن هل شباب الجنوب اليوم يملك من الحكمة والرزانة ما يكفيه ليجنب انفجار القنبلة!! الواضح ان صبر هؤلاء قد نفذ وأنهم خلاف (كبارهم) مصرون على إحداث التغيير الذي تكتمل به مواطنة أهلنا في الجنوب.

رسائل الجنوب واضحة، هو لا يطلب الشمس أو القمر وكل ما يحلم به مرافق حيوية تمنحه الحياة الكريمة حتى لا يموت مواطنوه وهم في طريقهم مثلا إلى المستشفيات البعيدة !! أيها الجنوب، اغفر حماقات الشمال، فمن يسب النعمة لا شك أحمق أرعن.. وأنت أيها الجنوب كل نعمنا!!.

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى