حواراتريبورتاج

بن قرينة لـ”سبق برس”: لا يمكن الدخول بمرشح توافقي مع حمس في الرئاسيات

رحب رئيس حركة البناء، عبد القادر بن قرينة، بمبادرة المرشح  التوافقي التي طرحها رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، مؤكدا عرضها على مجلس شورى الحركة يوم لاسبت القادم.

وكشف بن قرينة في حوار مع “سبق برس” إتمام لاحركة لعملية جمع التوقيعات المطلوبة في ملف الترشح للإنتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها يوم 18 أفريل القادم.

نص الحوار:

 بعد ترشح الرئيس بوتفليقة للرئاسيات، هل مازلتم متمسكين بترشحكم  ؟

نحن ترشحنا قبل ان يعلن الرئيس ترشحه وتقدمنا للمواطنين الذين اعطونا توقيعاتهم في كل الولايات مما يعني ان حركة البناء لديها قبول لدى المواطنين وبالتالي فنحن نتعامل مع شعبنا الذي نعتبره مقياسا للترشح او عدم الترشح من خلال التوقيعات ، وبرنامجنا يريد تحقيق الرفاهية للمواطنين من اكراهات الازمة وينطلق من اهتمامات المواطن وقناعاته ودينه وقيمه ويحرص على الانسجام الاجتماعي وبالتالي فانا استغرب ربط ترشحنا باي مرشح آخر لان الساحة واسعة ولا يضيقها الا الفساد والاحادية والانانية والتزوير ونتمنى ألا تكون هذه السلبيات هي المهيمنة على المشهد لان الجزائر اليوم تحتاج رسكلة للديمقراطية وتعاون بين الجميع على ذلك.

وفي الأخير فان الرئيس بعد ترشحه الذي أعلنه للشعب الجزائري عبر رسالته الأخيرة سيكون مرشحا وهو مواطن جزائري تحكمه القوانين الجزائرية وقرار استمراره من عدمه محكوم بقرار المجلس الدستوري وبالتالي سيكون في الرئاسيات القادمة منافسا للمرشحين الآخرين والشعب سيد في اختياره.

لكن وبالتأكيد إذا لاحظ مجلس الشورى الوطني للحركة ان هناك تلاعبات في الرئاسيات الاقدمة فسيكون له موقف تحدده مصلحة الجزائر والتخندق مع الشعب والانحياز لمصلحة المواطنين وحماية الفعل الانتخابي والديمقراطي.

 لا تثقون في شفافية الانتخابات وتشاركون فيها، أليس هذا تناقض ؟

المشاركة سواء من الناخب أو المرشحين هي التي تعطي التنافسية حيوية وتعطي الديمقراطية مصداقية ونحن متمسكون بالممارسة الانتخابية لانها الفعل القانوني والسياسي الذي يعبر عن أصوات المواطنين، ولكن للأسف الانتخابات في العالم الثالث أصابها الاعياء بفعل الذهنيات الأحادية والفساد الإداري ومحاولة القفز على الاختيار الشعبي وهذا كله سيء ولكن لا بد من المشاركة لتصحيح هذا الوضع وجزائر الشهداء وجزائر نوفمبر هي ملك للشعب الجزائري الحر الذي سيفرض خياره في الأخير لان الشعوب مستمرة والأنظمة متغيرة.

تقدم عدة مرشحين من التيار الإسلامي للإستحقاق الرئاسي، ألم يكن ممكن التوحد عن شخص واحد ؟

في حركتنا نحبذ إيجاد أقطاب ولكن إذا تعذر فليس شرطا أن يكون كل تيار ممثلا بشخص واحد فالتعددية السياسية هي برامج مختلفة والاسلاميون لديهم عدة مقاربات في التعامل مع الواقع السياسي ومثلا على ذلك نحن لم ننخرط في أفكار سياسية ومقترحات لأننا كنا نعتقد بأنها تمس بالدستور وتؤسس لمرحلة انتقالية وتكرس لمرحلة استثنائية نحن في غنى عن ذلك.

ثم أي تحالف ينبثق من حوار يفضي لبناء ثقة ويؤسس بعدها لتوحد في البرنامج والرؤى وهذا للأسف غير متوفر بين مكونات التيار الإسلامي وبنفس الشيء فالانتخابات والموقف منها قد شهد مقاطعة بعض أحزاب التيار العلماني وهو لا يمثل راي كل التيار ، ولهذا فالتعددية السياسية لا معنى لها بدون تعددية انتخابية والشعب سيختار من يناسبه والتحالفات ستكون ممكن بعد الدور الثاني ولذلك ستتقدم الملفات الى المجلس الدستوري فتتحدد خارطة الترشح ونحن هنا ندعو بعد الفصل في المجلس الدستوري الى لقاء بين جميع المرشحين لأجل شرف المنافسة وأخلقت الحملات الانتخابية.

هل تقصدون أنه لا تتوفر بينكم وبين الآخرين على رأسهم حمس ثقة للتوحد ؟

لا ليس هذا هو المقصود، وإنما المعنى يقتضي أعمالا مشتركة تفضي لهكذا تحالف، فمثلا إخواننا في حمس صرحوا أنهم يدخلون الاستحقاقات بمبادرتهم المسماة “التوافق الوطني” وصرحوا أنهم عرضوها على السلطة وأحزاب الموالاة والمعارضة في حوالي 50 لقاء. بالنسبة لنا في الحركة لم نكن ممن عرضت عليهم ونعذرهم ولهم كل الحق في تقديرهم ولكن كيف لنا أن ندخل معهم بنفس المرشح وتحت بنود مبادرة لم نكن طرفا في نقاشها معهم, ثم أنه كانت هناك رغبة ملحة من حركة البناء الوطني والنهضة والعدالة بالدخول بقوائم في الاستحقاقات الانتخابية البرلمانية موحدة مع الإخوة في حمس ومرشحيها بالمئات وكان قرار الإخوة في حمس هو رفض التحالف ونحن كذلك نتفهم قرارهم و لذلك فمنطق الأشياء يؤدي حتما إلى أنه كل حزب يدخل بمفرده لأننا نتوقع وطبقا لهذه الوقائع أن تقدير الموقف عند الحزبين مختلف مع إصرارنا في حركة البناء الوطني على ضرورة البحث لأي اختراق يمكن أن نصل فيه إلى نوع من التنسيق أو التفاهم أو التحالف المستقبلي أو الوحدة نتمنى ذلك ونسعى جاهدين لذلك.

التقيتم عبد الله جاب الله الذي يقود مبادرة للتوافق حول مرشح للمعارضة، كيف تنظرون للمسعى ؟

نحن التقينا  الشيخ عبد الله وهو مشكور على المبادرة بالخير والتقريب بين المرشحين والبحث عن رؤية توفيقية ونتعامل معها بجدية رغم أنها لحد الآن هي إعلان نية وليس وثيقة تحالف قدمت للأطراف ومازالت في مستوى الفكرة ولم ترق بعد لبرنامج عمل إلا أنه لما تنضج الفكرة فسوف نستمع الى جميع الآراء ونعرضها على مؤسسة مجلس الشورى التي تجتمع السبت القادم إن شاء الله  وهي تحدد قرارها ان شاء الله حسب المعطيات التي تتوفر في ظل قيم ومبادئ الحركة التي لا تنخرط في أي مشروع يمس الثوابت أو يمس مصالح المواطنين أو يمس استقرار البلاد بالتأكيد أو يزيد في الاحتقان.

 نخوض الآن في ملف جمع توقيع الاستمارات، هل يمكن أن تقدم حصيلة عملكم ؟

أتممنا والحمد لله التوقيعات اللازمة للملف والعملية مستمرة لأن هياكلنا الولائية تتعامل مع المواطن، وتوقيعاتنا بجهد مناضلينا والمحبين لنا بعيدة من الأساليب المعوجة والمواطن يتعامل معنا بالترحاب والأمل ونتواصل معه براحة لأننا حزب مواطنين وليس حزب مواسم انتخابية فقط.

تطرح مسألة نزاهة الانتخابات وحياد الإدارة، هل ليدكم الثقة  في الهيئة التي يقودها دربال ؟

هيئة دربال لاتزال تنقصها الترسانة القانونية اللازمة، ولا تزال قاصرة عن تحقيق الرقابة المطلوبة إلا إذا دخلت إلى عالم الرقمنة والانتخابات الشفافة إلكترونيا وبإمكانها أن تضع أمام كل صندوق آلة تسجيل رقمية تبث النتائج مباشرة للمواطنين وهذا ما يمكننا من رؤية محاضر الفرز إلكترونيا لأننا في مرحلة الثورة الرقمية والالكتروني، فكيف لعدة أشخاص تتشكل منهم الهيئة المستقلة يمكن أن تراقب نزاهة انتخابات تجري في حوالي 1600 بلدية بأكثر من 50 ألف صندوق انتخابي، هذا أمر مستحيل.

طرح رئيس الجمهورية، فكرة الندوة الوطنية في حال تجديد الثقة فيه، هل لديكم استعداد للمشاركة فيها ؟

نحن نتعامل مع كل ملف في وقته حسب المعطيات المتوفرة ومستعدون للتعاطي مع المبادرات الخادمة للشعب الجزائري ولو كتب الله لنا الفوز في الانتخابات الرئاسية فسندعو الى ندوة وطنية أيضا لإصلاحات جماعية ولبرنامج انتقالي يشارك فيه الجميع وسنعمل على توسيع قاعدة الحكم عبر إشراك القوى الوطنية في حكومة وطنية وفي كل المؤسسات ذات العلاقة بالشأن العام ونحرص على الارتقاء بالشراكة والنزاهة إن شاء الله, وهذا هو فلسفة مبادرة حركة البناء الوطني “الجزائر للجميع” والتي أطلقتها الحركة شهر ماي من العام الماضي وكانت محل تشاور مع حوالي 20 حزب وشخصية وطنية.

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى