أعمدة الرأي

لم أقل طيّبا في بوتفليقه

لم أقل طيّبا في بوتفليقه
و إن هوّنت من عيوب وزرائه، فلأني متأكد أن اختيارهم، من قبله، كان على
أساس واحد، (يُضاف إلى التوازنات المعتادة)، هو امتثالهم لأوامره و
التقيّد بحرفيتها. و أن يتجنّبوا، في حضرته، أبداء الرأي أو اقتراح
الحلول.
دأب مولانا أن يكون كل ذكاء وزرائه مركزا على استشراف ما يُرضيه. و تحاشيما يتعارض مع ميولاته.
هذا عن الوزراء. أما وزيرات مولانا، فبالإضافة إلى ما سبق، هناك استعراض
لذوقه الرفيع. إذ يحرص، أبقاه الله لآله و صحبه، على أن تكن في جمال
مقدمات النشرات الجوية.
و قد سجّل الجزائريون، في آخر التعديلات الوزارية الأخيرة و الآخرة، أن
السلطان، أو من يقوم مقامه، قد أضاف صفة الجامعية على وزيراته.
إلا أن هذه المرة، يُسجل عليه نجاحه في تفكيك حزب مناوئيه:
(1) نجح حينما رضي جناح “الوطن” و الـ”دي أر أس”، على صنيعته، بن غبريط، مواصلا دكّه لشخصه و محيطه. و هو ما أضحك العامة من أمثالنا. من مرددي الاستخفاف المأثور: “الداب حرام و مصارينه حلال”.
(2) و حينما هاجمه نفس الرهط في شخص وزيرة البوشطا، إيمان فرعون… فقد تعرضت الشابة لقذف بالــ”ــمحمّص” عندما سألها الصحافي الرسول، عن رأيها (و تعجّبه): ” ألا يمكنها مراقبة قطاعها … دون إهانة الغير؟؟”.
هذا السؤال هو الذي دُعيَت من أجله أصغر وزيرة، لإرسال “تحذير” للعصب
الأخرى، كتكملة لتسريبات سجن الجنرال و هروب آخرين و تكذيب التسريب ثمتكذيب التكذيب.
***
كل هذه التوطئة، التي بدأت طلائعها، نهاية رمضان، بتسميم الترياق. و
البطاقات الصفراء التي تعقُب الــ”تالك”. مع تحذيرات بأن “تكفوا أو…
ليبيا”.
***
آسف . !… أنا جد آسف لأني لست متفائلا. لا يمكنني أن أتفاءل و أنا
أقرأ، و في نفس عدد الجريدة التي يقرأها الجندي المرابط جنوب
“تينزواتين”، بأن جنرالا في الحبس. و مسؤولا سرق الملايير. و سلاحا ضُبط
في البرج. و أن صيدلي القرية، (الذي ينتظر دفع مستحقاته) يرفض تسليم
الدواء لأطفال نفس الجندي.
***
و كل هذا متأت من معركة في المفاهيم: أُناس يعتبرون إنهاء مهام موظف
مقصّر على المباشر، و على الطريقة “الڨيدومية”. يعتبرونه إهانة لشخصه. ولايعتبرون فتح الطرود و سرقة محتوياتها إهانة للـ”ـقاشي”.

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى