الحدثريبورتاج

حملات المقاطعة .. سلاح المواطن لكسر جشع المضاربين

يشن الجزائريون بين الفينة والأخرى حملات مقاطعة تستهدف المنتجات التي ترتفع أسعارها في الأسواق،  لعلى أشهرها حملة ” خليها تصدي” التي مست سوق السيارات و “خليه يفوح” أو ” خليه يربي الريش” التي سعت لخفض أسعار الدواجن، و مؤخرا حملة ” خليه للشوادة” التي تهدف للإطاحة بسعر الموز، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات عن الجهات التي تبادر بهذه الحملات وأسباب تفاعل الرأي العام معها في الوقت القصير الذي يلي إطلاقها، ومدى نجاحها ونجاعتها في زعزعة الأسعار.

المقاطعة رد فعل

يقول رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي، إن المقاطعة تعبير ضمني على رفض جميع أشكال الاحتكار والمضاربة التي من شأنها المساهمة في رفع الأسعار بطريقة غير مقبولة.

ويؤكد زبدي في إتصال مع “سبق برس” أن شروط إطلاق الدعوات لمقاطعة أحد المنتجات ” قيام الحملة على حجج وتبريرات مؤسسة لا واهية، وذلك لضمان مصداقيتها وتجاوب جميع شرائح المجتمع معها، كون المواطن الذي يحس فعلا أن جيبه تضرر من أثر فعل ارتفاع الأسعار سيحتوي الحملة بشكل تلقائي دون جهد يذكر”.

وندد رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك ببعض الحملات التي يقف وراءها بعض مسيري مواقع التواصل الاجتماعي، وتكون قائمة على أسس باطلة مشيرا أن هدفها هو الترويج للصفحات فقط وليس مصلحة المستهلك.

الهدف.. زعزعة الأسعار

تعتبر حملة “خليها تصدي” إحدى أشهر وأعنف حملات المقاطعة بالجزائر التي استمرت أشهرا عديدة بداية سنة 2018، وهي حملة أطلقها مجموعة من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي وساندها المجتمع الجزائري على نطاق واسع، حيث سعت لمساواة سعر السيارات المصنعة محليا مع السيارات المستوردة نظرا لإرتفاع سعرها بشكل خيالي.

ويعلق مصطفى زبدي عن هذه الحملة قائلا:” كمنظمة تراعي مصلحة المستهلك التففنا حول المبادرة الداعية لمقاطعة السيارات، لأنها حملة عبرت بغضب عن رفض المواطنين لما يحدث في سوق السيارات، لقد كان الشعب هو من أشعل فتيلها، لذلك استطاعت أن تأخذ صدى فاق جميع التوقعات”.

وأشار المتحدث أن منظمته أطلقت مبادرات خاصة بعض الحملات منها حملة مقاطعة الدواجن” خليه يفوح” و ” خليه يربي الريش” شهر أوت المنصرم، حين قارب سعر الدجاج سعر 500 دج بسبب كثرة الإقبال عليه من طرف المواطنين والمطاعم ومحلات الأكل السريع، مقابل تراجع كبير في إنتاجه بسبب ارتفاع درجات الحرارة حيث أدت بالكثير من مربي الدواجن إلى التوقف المؤقت على النشاط، بسبب ظروف الإنتاج التقليدية، ثم تبين أن هناك فارق 50 بالمائة بين أسعار سوق الجملة و المحددة من طرف تجار التجزئة.

كما أطلقت المنظمة حملة لمقاطعة الأسماك بعد بلوغه سعر 800 دينار جزائري للكيلوغرام الواحد.

وعن حملة ” خليه للشوادا” التي أطلقت يوم أمس يقول زبدي” لم نسعى لإطلاق حملة مقاطعة الموز لأنه مادة ثانوية وليس أساسية، لكن نظرا للإلحاح الشديد والمنقطع النظير من قبل المستهلكين وباعتبارها قضية مبدأ، عقب وصول سعر الموز إلى حد 700 دينار في سابقة تاريخية لم يسبق له مثيل في العالم، أطلقنا المبادرة التي وجهنا فيها رسالة قوية للمستوردين بأن يوجهوا منتجهم للقردة، ويكفوا عن نهب جيوب المواطنين”.

المقاطعة تكسر جشع المضاربين 

تمكنت حملة “خليها تصدي” من تحقيق نجاح غير معهود ما ساهم في زعزعة سعر السيارات، إذ هوت على سبيل المثال سيارة بيكانتو عن شركة “KIA MOTORS” في ظرف وجيز جدا من سعر 139 مليون سنتيم بفارق تجاوز الـ 50 مليون سنتيم، هذا بعد أن كانت 189 مليون سنتيم وهي سابقة من نوعها.

وبخصوص حملات منظمة حماية المستهلك أكد زبدي أن جميع الحملات التي أطلقتها المنظمة قامت على أسس قوية، من بينها دراسة أحوال السوق التي تحدد ما إن كان المنتج فعلا يستحق المقاطعة أم لا، وهو ما ساهم بشكل فعال في نجاحها جميعها، إذ تمكنت حملة” خليه يفوح” في ظرف أسبوع من خفض سعر الدجاج من 500 إلى 300 دينار جزائري تقريبا، وتوقفت الحملة بسبب الخسائر الفادحة التي لحقت بالمربين، في حين نجحت حملة مقاطعة الأسماك بشكل رهيب إذ سقط سعره في أقل من أسبوع من 800 دينار إلى 200 دينار، وهو ما يأمله بالنسبة لحملة ” خليه للشوادا” التي تهدف لخفض سعر الموز الذي وصل إلى حد 800 دينار جزائري في بعض المناطق.

 

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى