أعمدة الرأي

سبق برس أقلعت والجزائر متى ؟

 لقد طلب مني صديقي محمد رابح كتابة مقال لصالح الجريدة الإلكترونية سبق برس التي أتوقع لها الريادة في هذا المجال، ولثقتي الكبيرة فيه وبقية الأشخاص الذين يشاركونه الحلم رضخت لأفرغ ما بجعبتي من الأفكار، وبعض ما في صدري من هموم وطني الذي نأسف جميعا لحاله.

فكرj أن أبدا من واقع الإقتصاد ووجدت من المناسب الحديث عن المؤسسات الصغيرة التي يمكنها أن تلعب دور الركيزة الأساسية في الاقتصاد الجزائري باعتبارها قطاعا منتجا خدماتيا و تجاريا، ومن حولنا في العالم يوجد العديد من المؤسسات الضخمة التي بدأت بفرد يمتلك فكرة عملية و ما يكفي من الجدية لإطلاقها و حكومة داعمة لهذا القطاع توفر له بكل شفافية و تسيير حسن ما يحتاجه من رأس المال المطلوب و المتطلبات التطبيقية .

و لأننا في الجزائر دولة هشة لارتباط اقتصادنا فقط بمؤشرات البراميل السوداء وجب النظر الفوري والعاجل في موضوع تنوع المداخيل أو على الأقل تحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء و الدواء و الخدمات، ليكون نفسنا أطول في مواجهة الزلازل الاقتصادية العالمية، وحتى لا ننسى محاولات المسؤولين عندنا فإنهم عندما حاولوا دعم قطاع المشاريع الخاصة المصغرة جاؤوا بما يسمى “لونساج” و أخواتها التي هي في الحقيقة ليست سوى نافذة واسعة للفساد في الدولة، فما شهدته من رشوة و اختلاسات و تلاعب أكثر  من مشاريع ناجحة و مثمرة حتى ان المشروع الجديد “لونساج” اصبح معيارا جديدا لتقسيم المجتمع، اللصوص والفاشلون والعاطلون عن العمل وشباب لونساج أخيرا.

إن ما خلفه توزيع المال العام بعشوائية وإهدار لمقدرات البلد كان يمكن تجنبه، ومن هنا أفتح قوسا مختصرا لأشير إلى فئة يمكنها أن تحدث التغيير الفعلي في المجتمع و الاقتصاد، وهي فئة المبتكرين و المخترعين فهؤلاء بالإضافة الى مشاريعهم المبتكرة يمتلكون أيضا الرغبة الجامحة في تحقيقها و الوصول بها للعالمية، كما يمتلكون القدرات المعرفية الكافية لتسيير مشاريعهم كل في مجاله، و بالتالي نحن نتحدث عن الفئة الأكثر أهلية للثقة في الاستثمار و الرهان على مدى مروديته، و ذلك ممكن بتنشيطهم و تشجيعهم محليا و بتقريب مراكز تسجيل الابتكارات من حولهم ثم دعمهم من خلال مؤسسات ولائية أو جهوية. فمئات الآلاف من الشباب الجزائري يمتلك أفكار مبتكرة لو نجح العشر منها لكنت ثورة صناعية و خدماتية، كما أن معظم الابتكارات الشبابية تنفيذها أقل تكلفة من عشاء مسؤول هنا أو هناك وقد وقفت شخصيا على ابتكارات جزائرية في الجزائر العميقة كان أصحابها بحاجة لمبالغ زهيدة لتنفيذها، خاصة الأفكار البرمجية و المتعلقة بالابتكارات المعلوماتية و الرقمية. سؤالي لمن يملك سلطة القرار في البلد… هل ستقدمون جهود هؤلاء المخترعين في أطباق من ذهب لدول أخرى لتقطف ثمار أفكارهم و تفكيرهم، تغلفها بأعلامها و تصدرها لكم كمنتجات أجنبية، وتتركون البلد يضيع.

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى