أعمدة الرأي

صندوق الزكاة و الردة الجديدة..!

لقد تحولت شعيرة الركن الثالث من أركان الاسلام و هي الزكاة في عهد الوزير السابق للشؤون الدينية و الاوقاف الدكتور ابوعبد الله غلام الله من طابعها الكلاسيكي القديم و هو ان تؤخذ من اغنيائهم لتعطى لفقرائهم الى عامل اساسي في التنمية الاقتصادية و إن كان في اضيق الحدود فالاجتهاد الذي ذهبت اليه الوزارة آنذاك و هو خلق آلية جديدة للحد من البطالة و ذلك في التأسيس للقروض الحسنة او قروض الاستثمار و لكن هذه المشاريع كان دونها صعوبات و عراقيل و الحق يقال اذا كان ابوبكر الصديق قد عمل على عدم التفريق بين الصلاة و الزكاة في حروب الردة فبامكاننا القول بان غلام الله عمل على تأكيد ذلك و خاض حربا ضد من اعترضوا على المشروع الذي لقي استحسان العديد من اامؤسسات و مراكز البحث حتى في اوروبا و لكن ما هي الصعوبات و العراقيل التي حدت او قلصت من حظوظ نجاح مشروع صندوق الزكاة..؟

اولا: ان غلاة العلمانية الذين ارادوا ان يبقى المسجد بعيدا عن نشاطات الخياة الاقتصادية التي تهم المواطن في حياتهم اليومية…

ثانيا: عدم انخرط المجلس الاسلامي الاعلى في عهد الدكتور بوعمران الشيخ مع هذا المشروع الذي ذهب يشكك فيه و يطعن في مشروعية القروض الحسنة و القروض الاستثمارية.

ثالثا: محاربة التيار السلفي لمشروع صندوق الزكاة و بالخصوص القروض الخسنة لانه حسب زعمهم غير منصوص عليه في الاصناف الثمانية الذين جاء ذكرهم في آية الزكاة و هذا تفسير حرفي و نصي ظاهري لا يسمح بفتح باب الاجتهاد الذي تعطل في العديد من مجالات حياتنا و بالخصوص النوازل..

رابعا: آلية دفع مستحقات الزكاة في الصناديق التي تم وضعها و تثبيتها في اركان المساجد و التي تعرضت للاختلاسات و السرقة مما أثر في مصداقية هذه الصناديق التي ثبت بان بعضها لم يكن يدار بشفافية و تحت رقابة محاسباتية صارمة.. خامسا: عدم اجتهاد بعض القائمين على صندوق الزكاة في التواصل و اقناع رجال المال و الاعمال للمساهمة في صندوق الزكاة.

سادسا: غياب او فتور الارادة السياسية لانجاح مشروع صندوق الزكاة و بالخصوص الية القرض الحسن و الا كيف نفسر تراجع وزير الشؤون. الدينية و الاوقاف محمد عيسى عن قناعته السابقة في عملية الترويج لاهمية صندوق الزكاة و القرض الحسن طيلة المدة التي كان فيها رئيسا للجنة الوزارية لصندوق الزكاة و التي كنت عضوا بها بمعيته كمستشار اعلامي مكلف بعقد ندوات و ملتقيات وطنية في هذا المسعى الذي ارتد عنه اليوم للاسف و لغاية عليها علامات استفهام كثيرة و لا ابابكر لها…!!

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى