حوارات

عبد الرحمن ناصر: هيفاء وهبي لم تكن الأنسب لفيلم دكان شحاتة وهذا ما فاجأني في الجزائريين

على هامش إشرافه على تأطير ورشة فنيات كتابة السيناريو، بمهرجان وهران للفيلم العربي الذي اختتمت طبعته الحادية عشر، قبل أيام، تقربت “سبق برس” من السيناريست المصري عبد الرحمن ناصر، لإجراء هذه المقابلة التي تحدث فيها عن مسيرته، وبعضا من أعماله، والإنطباع الذي أخذه عن الجزائر وشعبها.

بداية، كيف يقدم السيناريست عبد الرحمن ناصر نفسه للقراء ؟

عبد الرحمن ناصر، خريج معهد السينما سنة 1994، امتياز مشروع،  أول أفلامي “المدينة” أخرج عام 2000، و قد تمكن من حصد 5 جوائز في مهرجان لوكارنو، وجائزة أحسن ممثل في قرطاج. كانت لي الفرصة في بداياتي أن أتعامل مع أكبر المخرجين على غرار يوسف شاهين، الذي كان مدرسي أيضا بالجامعة.

تقول أن السينما تعبر عن الواقع، كيف تنعكس هذه المقولة على ما تكتبه ؟

كل ما أكتبه يكون من وحي الواقع المعاش، مثلا فيلم “كف القمر” للمخرج الكبير “خالد يوسف” يتحدث عن شرائح من المجتمع المصري، معظمهم من صعيد مصر هاجروا إلى المدينة. وهذا ما ستلاحظونه من أول أفلامي إلى آخرها، حتى في كتبي أتكلم عن أهل الصعيد الذين سكنوا المدينة.

جميع أعمالي هادفة من حيث الرسالة لأني اكتب وفق مشروع خاص بي، هناك بعض الكتاب يكتبون وفقط، وهناك كتّاب مشاريع مثلي.. ومشروعي هو ترييف المدينة وموضوع الهجرة من الجنوب إلى الشمال، أرصد ماذا نتج عن الهجرة والمهاجرين، منجزاتهم، تأثيرهم، تأثرهم.. وكيف تغيرت شخصيتهم. كذلك أتطرق لموضوع الصراع بين القرية والمدينة، وكيف أن هذا الصراع تغير من جيل إلى جيل.

ربما سر تمسكي بهذا المشروع، ناجم عن قصتي الشخصية، فأنا صعيدي انتقل إلى المدينة، لست منتميا كليا إلى الشمال ولا إلى الجنوب.. صراعي هذا أبدي ولن ينتهي.

هل تعتبر أن نجحت في مشروعك ؟

لا أعرف ما إذا كنت قد نجحت أم لا. لقد قلت الكثير في فيلم كف القمر، المهم أني قلت ما أريد قوله.

أربعة من أعمالك أنتجت رفقة “خالد يوسف” المعروف بجرأته في الإخراج.. كيف تقيم التجربة ؟

 أفلامي مع خالد يوسف مختلفة عما أنتجه وحده، فقد تميز بتنوع أنماطه، كفيلم خيانة مشروعة وويجا  والأفلام العاطفية، ففيلم “هي فوضى” الذي كتبته كان فيه جرأة كبيرة من حيث الإخراج. عموما مجموعتي معه جعلته يدخل ضمن مشروعي.

على ذكر الجرأة، هيفاء وهبي قالت بأنها لن تعمل مع خالد يوسف بعد فيلم دكان شحاتة والجرأة التي تضمنها.. هل تراها كانت الأنسب لدور البطولة ؟

هيفاء وهبي كانت جيدة، لكنها لم تكن الأنسب للدور، هذا ما يمكنني قوله.

هل كانت هناك ممثلة معينة في رأسك وأنت تكتب السيناريو ؟

نعم، كتبته وأنا أتصور أحد الممثلات من مصر، يتعذر عليّ ذكر اسمها.

ما الذي يميزها حتى كنت تتخيلها بطلة لفيلمك ؟

شخصية البطلة عن فتاة من الجنوب، وشقيقها من المدينة، الأفضل لو تكون ممثلة لها علاقة بحياة الريف، وفي نفس الوقت تكون شرسة، شراسة أهل الجنوب.

بالحديث عن السينما المصرية، كيف تأثرت بالواقع السياسي المحتدم بالصراعات ؟

عنف الثورات، والتغيرات الجذرية، ودخول الإخوان وخروجهم من الحكم، كلها أحداث أحدثت هزة في المجتمع، ما حدث هو أن السينمائيين ابتعدوا عن الحديث في السياسة، وركزوا على قصص اجتماعية وعلى الكوميديا.

ما هي أكثر أعمالك قربا إلى قلبك ؟

في الكتابة فيلم كف القمر، في الصورة فيلم دكان شحاتة، في القوة فيلم هي فوضى.

من أكثر مخرج تجد راحلتك بالعمل معه ؟

المخرج الكبير خالد يوسف يفهمني كثيرا، وأجد راحتي معه.

ماذا عن نسبة رضاك عن مستوى إنتاج أعمالك ؟

لدي رضا عن كل أعمالي، لكنه ليس بنسبة مئوية تامة.

في الأخير، ماذا يمكنك أن تخبرنا عن زيارتك للجزائر ؟

صراحة حبي للجزائر لا يوصف، خصوصا وأني لمست فيها طيبة الناس فيها، الحياة فيها تشبه الحياة بالقاهرة لذلك لم أحس بأي فرق، أكثر المواقف التي أثرت بي، حين أصرّ أحدهم على أن يدفع عني ثمن طعام الغداء، دون أن يعرفني حتى! وذلك بعد أن تعذر عليّ الدفع، لأني كنت أحمل أوراق من فئة الدولار، فاجأتني تلك الطيبة الزائدة. حقا لديكم شعب كريم ومحب للغاية.

لقد زرت الجزائر شهر مارس المنصرم، ومشاركتي في مهرجان وهران للفيلم العربي وتجربتي في ورشات فنيات كتابة السيناريو كانت رائعة، أرجو تكرارها.

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى