حوارات

عبد المجيد مناصرة: الجيش سيدعم العهدة الخامسة وهذا هو الفرق بيني وبين مقري

لم يستبعد رئيس حركة مجتمع السلم عبد المجيد مناصرة في آخر حوار خص به سبق برس قبل تسليم القيادة إلى عبد الرزاق مقري هذا السبت، أن يترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة بدعم من السلطة ومؤسسة الجيش، هذه الأخيرة التي يرى بأنها صانعة الرؤساء في الجزائر، فيما أكد بأن الفرق بينه وبين مقري يكمن في المرونة التي يتعاطي بها مع الأحداث مقارنة بالأخير.

ساعات قبل تسليمكم رئاسة الحركة مجددا إلى عبد الرزاق مقري، كيف تقيمون مرحلة قيادتكم لحمس؟

يجب التنويه أوّلا إلى أن حمس حققت الوحدة في زمن الانقسامات والجمع في زمن التفريق، وليس من السهل أن تعيش وتسبح في الاتجاه المعاكس، فبناء الوحدة التوافيقة كان عنوان المرحلة التي إنتهي نصف بنائها وهي مرحلة رئاستي والنصف الثاني هو الذي سيرأسه عبد الرزاق مقري بداية من السبت القادم، حرصنا فيها على إشاعة روح وقيم التوافق، جسدناها مركزيا في المؤتمر في جويلية 2017 وبعد ذلك في الولايات والبلديات، ولقد مرت بامتحانين صعبين، امتحان الانتخابات التشريعية والمحلية اللتان أثبتنا خلالهما قوتنا ونجحنا.

النجاح الثاني بعد ترسيخ الوحدة هو الانتخابات المحلية التي عززنا فيها مكانتنا رغم كل التجاوزات، التزوير، المضايقات وانحياز الإدارة ومع هذا دخلناها موحدين وترشحنا في 715 بلدية وفي 47 مجلس ولائي وحققنا نتائج إيجابية مقارنة مع نظيرتها في 2012، سواء على مستوى عدد الأصوات التي انتقلنا فيها من 500 ألف إلى 650 ألف صوت أو في عدد المنتخبين المحليين (من 1200 إلى 1400 منتخب)، وحتى على مستوى عدد البلديات التي ترأسها الحركة (من 29 بلدية إلى 50 بلدية)، إضافة لعضويتنا في المجالس الولائية (من 16 ولاية إلى 23 ولاية)، وصرنا ممثلين في 400 بلدية و44 ولاية، دون إغفال أن الحركة سنة 2012 دخلت المعترك ضمن تكتل حزبي.

ولو نتكلم على التراجع فهو موجود في ديمقراطية البلاد، خاصة في بعض الولايات والبلديات التي شهدت تزوير مفضوح و تغيير في محاضر الفرز وكل الأدلة موجودة، وتأسفنا لهذا لأننا نريد إخراج الشعب من حالة العزوف الانتخابي الذي يعيشة وعدم إيمانه بجدوى العمل الديمقراطية، لكن ما حدث هو زيادة في عزوف الناس وتيأس الشعب من الحياة السياسية في البلاد، كل هذا لا يصب في صالح استقرار البلاد.

لقد حددنا فترة عشرة أشهر لتجسيد كل بنود الوحدة، التي جسدنا منها الكثير وما بقي سيتم تجسيد في الخمس أشهر المتبقية.

قلتم أنكم توحدتم في زمن التفرقة، وأن وحدتكم نجحت على كل الأصعدة هل تسعون إلى توسيعها لتشمل أحزابا أخرى؟

الباب واسع لاستمرار الوحدة ومفتوحة لكل أبناء مدرسة الشيخ محفوظ نحناح، وأنا لا أستبعد إنضام باقي الأحزاب الإسلامية ممن تشاركنا نفسه التوجه، كما أوجه ندائي إلى أبناء مدرسة الشيخ نحناح للالتحاق مجددا بالحركة، خدمة لها وإستعدادا للمرحلة القادمة لأن مستقبلنا في وحدتنا، وحتى بالنسبة للجزائر فهي الأخرى ستستفيد عندما تكون الحركة موحدة قوية.

المتتبع لخطابكم السياسي يلحظ إختلافا كبيرا بينكم وبين القيادة السابقة، فهل هو إختلاف في الرؤى أم إختلاف في الخط السياسي؟

أؤكد لكم أن الخط السياسي للحركة هو نفسه ولم يتغير، واتفقنا عليه وهو يتماشي مع المرحلة الراهنة.

أما في الخطاب فهناك تنوعات أحيانا هناك من يقول “لا” هادئة ومن يقولها بحدة وعنيفة، مثل “النعم” هناك من يقولها ناعمة أو حارة. لهذا فخطابي لم يختلف عن خطاب الدكتور مقري ولم أخرج عن الخط السياسي المتفق عليه ولكن لكل منا طريقته في الطرح.

ولو نأخذ قضية الغاز الصخري مثلا فثم خلاف في الموضوع وليس في الغقيدة أو الثوابت، ومع ذلك لا أرى أن هناك اختلاف كبير فعبد الرزاق مقري، فالأخير موقفه مطلق وأنا أرفض الأحكام المطلقة في السياسة لأنها تتغير ولهذا ربطت التنقيب عنه بالدراسات العلمية والتقنية فندرس كل حقل على حدي فإذا ثبتت أضرار استغلال إحداها نرفض، وإذا ثبت في حقل آخر العكس في ظل تغير التقنيات المتبعة نوافق، وبعدها ننتقل إلى الحوار مع المواطنين الذين يجب إقناعهم بهذا الأمر.

فأنا أرفض فكرة أني عندما أكون معارض يجب أن أقول “لا”، وعندما أكون في السلطة يجب أن أقول “نعم”.

يتهمونكم كمعارضة بالضعف وعدم القدرة على مواجهة السلطة، كيف تردون على هذه التهم؟

عدم قدرة المعارضة على الوقوف في وجه القوانين التي ترفعها الحكومة ليست دليل ضعف لأن الحكم في المجلس الشعبي الوطني مثلا هو للأغلبية العددية، وكل الاقتراحات التي تقدمها المعارضة ترفض من قبل الأغلبية الحكومية التي هي أغلبية مزورة وليست حقيقة وهي مصنوعة، وليس مطلوب منا التغيير داخله ولكن نملك قوة الاقتراح والمشاركة والتأثير. وهذا الذي نقوم به، وعلى الشعب أن يرقى بوعيه ليثمن هذه المواقف التي نتخذها من خلال مساندتنا في الانتخابات.

بمناسبة ذكرك للمجلس الشعبي الوطني، هل سنراك في البرلمان بعد تسليمك قيادة الحركة، كونك منتخب عن ولاية الجزائر؟

سأكون في البرلمان وأتحمل مسؤوليتي وأقوم بالدور المطلوب مني، وطبعا لن أكون عضو ناشط فيه لأني لا أملك الوقت الكافي لتواجد بشكل مستمر فيه.

إشكالية الزعامة في الأحزاب الإسلامية كانت دائما السبب في تحطيمها وضعفيها، هل تتوقعون عودة الصراع على الزعامة في حمس في مؤتمر الحركة ماي 2018؟

أولا، أنا أرفض أن يقال أن الأحزاب الإسلامية تعاني من مشكل الزعامة في ظل وجود تنظيمات وانتخابات، فالكل يتنافس في إطار القانون على رئاسة، والناس يختلفون في تقييمهم للأشخاص واختيارهم، ونحن في هذه الفترة حريصين على الاستفادة من تجاربنا السابقة وألا تتحول المؤتمرات إلى محطات انقسامات ونزاعات شديدة وسنبقي المؤتمر في حجمه وسياقيه التنافسي.

والعيب خسب رأيي هو في شخصنه الأحزاب وأن يصبح الحزب كشركة خاصة لشخص أو لمجموعة، فإذا إستطاع المؤتمرون أن يتوافقوا على شخص جيد وإذا لم يكن هذا فالمنافسة مفتوحة ويجب أن تبقي في هذه الحدود، وأن ترتكز على قواعد النزاهة لتكون مانعة للانقسامات حافظة للحركة.

وأضيف أن موضوع الرئاسية بعيد في الوقت الراهن وسيطرح شهر مارس على أغلب، فليس من الضروري كلما تنافسنا انقسمنا ولا كلما اختلفنا تفرقنا.

تشهد منطقة القبائل حراك كبير للمطالبة بترقية اللغة الأمزيغية، ما موقفكم من هذا الحراك؟

الجزائر تجاوزت أزمة الهوية ولا أحد يستطيع تهديد الجزائر بهذا الصراع ولا أحد يستطيع تخويفنا به، موضوع الهوية محسوم في جزء كبير فينا ببعده الإسلامي والعربي والأمازيغي، ولكن الخلافات في التطبيق أو المطالبة بزيادة مخصصات مالية لموضوع معين أو حرص على تقوية لغة العربية أو الأمازيغية أو الإسلام هذه كلها إخلافات في التفاصيل ولا تصل إلى صراع الهوية.

على بعد أزيد من سنة عن رئاسبات 2019، كيف ترون الإستحقاق القادم وهل ستقدم حمس مرشحها؟

أتوقع أن العهدة الخامسة هي الثابتة ولا يوجد صراع حولها بين الجيش والسلطة، وفي حال وقوع شيء قاهر يمنعها لن يتغير شيء كثير، لأن نظامنا الديمقراطي محدود والنظام السياسي القائم لم يتغير، إذن سينتج نفس المنتوجات السابقة وسيتولى الجيش اقتراح مرشح لرئاسيات والذي سيوفر له كل شروط الفوز، ولا أعتقد أن هناك من يحدد الرئيس في الجزائر غير الجيش، والمعارضة من حقها الترشح لكن إلى أي مدي تصل في المنافسة وأنا أقول أنها منافسة شكلية ولن تكون حقيقة في ظل تنظيم الإدارة لها.

وأشير إلى أن تغيير الأشخاص لا يعني تغيير النظام.

ما هو الحل للخروج من الأزمة السياسية للبلاد في رأيكم؟

في رأيي الخاص الجزائر بين حلين لا ثلاثة لها الحل التوافقي بين الجميع بما فيها السلطة على تحول ديمقراطي بكل بنوده والحل الثاني هو الانتخابي عندما تتوفر كل الشروط لإنجاحه، لكن ما يحدث في الواقع ليس لا بالحل التوافقي ولا الانتخابي، فالانتخابات التي يتم تنظيكها لا تسمح بأن تكون حل بل هي تمثل الاستمرار في نفس الوضع.

ولهذا فنحن كحركة ندعو لحوار شامل من أجل الوصول إلى حل ولا نقصي السلطة لأنها رقم واحد من أجل الوصل إلى متوافقات فهذا يعطي قوة للبلاد، في نفس الوقت يصنع لها المخرج الأساسي من أي أزمة، و إلا سنبقي في التخبط رغم أن وضعنا ليس مثل ليبيا ولسنا في الوضع الذي يليق بالجزائر.

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى