سياسة

عصيان الأساتذة والأطباء يفرق الأفلان والأرندي

أظهرت التصريحات التي أطلقها السبت، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، شرخا كبيرا في نظرة حزبه للإحتجاجات التي يعرفها قطاعي الصحة والتربية منذ أسابيع مع تصور حليفه التجمع الوطني الديمقراطي الذي يقود أمينه العام أحمد أويحيى الحكومة.

فبعد يوم واحد من إعلان أويحيى من بسكرة “الحرب” على ما وصفه ” قطار الفوضى” الذي يركبه الأطباء المقيمون والأساتذة المضربون ومرافعته لتطبيق القانون عليهم في اشارة لدعمه سياسة الخصم من الأجور وفصلهم منصابهم، خرج ولد عباس من مدينة تلمسان ليرافع للحوار بين المضربين والإدارة كما سماها.

ولم يتوفف الخلاف بين الرجلين عند هذا الأمر، حيث أن الصرامة التي ظهرت في نبرة صوت أويحيى في الذكرى العشرين لتأسيس الأرندي، ووصلت إلى حد الشتيمة بوصفه للأساتذة بالقراصنة، قابلها عزف ولد عباس لنغمة الهزل الذي يطبع خرجاته الإعلامية عبر نصيحة قدمها لـ”زملائه الأطباء” للإضراب على الطريقة اليابانية.

وفي النقطة التي ركز عليها أويحيى للتحذير من التصحر الطبي في حال الإستجابة لمطلب إلغاء الخدمة المدنية، دافع ولد عباس على الأطباء المقيمين بطريقة غير مباشرة بتبرئتهم من المطلب وتأكيده بحقهم في تحسين ظروف عملهم في ولايات الجنوب والهضاب.

وبما أن الوزيران المعنيان بالإحتجاجات وهما نورية بن غبريت ومختار حسبلاوي لا ينتميان فعليا لكلا الحزبين ويحسبان على المستقلين في الحكومة، فإن توقيت الصراع قبل  أشهر من الرئاسيات يُظهر الحسابات السياسية التي تحدد مواقف زعيمي الأرندي والأفلان اتجاه الإحتجاجات الأخيرة من خلال استماتة الوزير الأول في الدفاع عن سياسة اللا حوار المنتهجة قناعة منه أن سقوط حسبلاوي وبن غبريت سيكون ثمنه مغادرته لمكتبه في قصر الدكتور سعدان، بينما تسعى قيادة الأفلان للإنقضاض عليه تفاديا لأي طارىء قد يعطل تحقيق “مقولة ولد عباس الشهيرة” بأن رئيس الجزائر سيكون أفلانيا.

وتعول قيادة جبهة التحرير الوطني على اتساع رقعة غضب الرئيس من وزيره الأول لإتخاذ قرار عزله، وقد بدأت فعلا التسريبات الإعلامية تشير إلى قرار مرتقب لتغيير حكومي خلال الأسابيع القادمة. ويتجاوز الأفلان نكسة فقدانه لمنصب الوزير الأول بعد الإقالة الشهيرة لعبد المجيد تبون شهر أوت الفارط، مع تأجيل النظر في التعامل مع اتساع رقعة الإحتجاجات وتمسك المضربين بمطالبهم.

ويتأكد “الخلاف” في الأحداث التي تلت استقبال رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة للأطباء المقيمين في مكتبه وتقديمه وعدا بالوساطة مع الحكومة، اذ تشير التسريبات أن كتلة الأرندي تلقت تعليمات من الوزارة الأولى للتحرك بقوة رفقة نواب الأمبيا وتاج والأحرار وممارسة ضغوط على بوحجة لإصدار بيان يكذب فيه ما نقله عنه الأطباء المقيمون بدعمه لمطالبهم، قبل أن تنتهي الليلة العاصمة بصدور بيان باسم الكتل البرلمانية للموالاة بما فيها جبهة التحرير الوطني يؤكد دعم نواب الموالاة للحكومة ودعوتها للصرامة في التعامل مع الإحتجاجات كحل وسط يحفظ كرامة الرجل الثالث في الدولة بعد اسقاط هيبة منصبه.

 

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى