حواراتريبورتاج

فاروق قسنطيني: ملف المعتقلين والمفقودين يُعيق استكمال المصالحة الوطنية

يؤكد الرئيس السابق للجنة الوطنية الاستشارية لحماية وترقية حقوق الإنسان، فاروق قسنطيني، أن مشروع المصالحة الوطنية قد خلّصل  الجزائر من الإرهاب بشكل نهائي، وحقق الاستقرار الأمني بعد أن كانت البلاد تغرق في الدماء، مرجعا الفضل لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، الذي قدم ميثاق السلم والمصالحة الوطنية في الـ 29 سبتمبر 2005، وصوت عليه في الاستفتاء نسبة 97 بالمئة، ثم أصبح قانونا منذ الـ 29 فيفري 2005.

واعتبر قسنطيني، في حواره مع “سبق برس”، بمناسبة الذكرى 13 للمناسبة أن الميثاق بحاجة إلى تدابير تكميلية حتى يحقق نسبة نجاح 100 المئة، وذلك بغية إيجاد حلول أكثر فعالية لملفي المعتقلين و المفقودين.

نص الحوار

مرت 13 سنة على إسيتفتاء المصالحة الوطنية، ما تقييمكم لنتائجه ؟

يمكنني الجزم أن مشروع الصالحة الوطنية قد حقق نسبة 95 بالمئة من أهدافه المرجوة، ماعدا بعض الأمور الثانوية التي عجز في التعامل معها، وبما أنه قد بلغ تلك النسبة فهذا يعني أن نجاحه كان ساحقا و أنقذ الجزائر من وضع لا تحسد عليه، وكل هذا بفضل التدابير التي أخذها رئيس الجمهورية.

مهي النقائص التي أعاقت تجسيد بنوده كاملة  ؟

هناك بعض الأمور ظلت عالقة خلال تطبيق هذا المشروع، بعض الملفات مثل قضية المفقودين وتعويض المعتقلين هي ملفات مهمة، وبحاجة للعمل عليها حتى نصل لحلول تنهي مأساة الجميع، وترضي كافة الأطراف، وذلك لن يتأتي إلا من خلال التدابير التكميلية التي تتيح تطبيقه بشكل أمثل.

كيف يتم العمل على التدابير التكميلية ؟ 

المادة 47 من ميثاق السلم تتيح لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، وتخول له صلاحية اتخاذ كافة التدابير التي يراها ضرورية لحل المشاكل العالقة، مثلا ملف تعويض المعتقلين في الصحراء بالجنوب سنوات التسعينيات، لقد بلغ عددهم حوالي 10 آلاف، وأطلق صراحهم دون تعويضات،  وهم بحاجة لدعم صحي واجتماعي ومتابعة من مختلف النواحي.

وكذلك ملف المفقودين، هذه القضية عالقة منذ زمن، يوجد منظمة تخص ملف الأقلية وهي العائلات التي لا تقبل التعويض وتطلب كشف الحقيقة ومحاكمة الأشخاص الذين كانوا وراء ما  حدث للمفقودين من أقاربهم، هذا الخطاب رغم أن نسبة المنتهجين له قليلة جدا لا تتجاوز 2 بالمئة، إلا أنه بحاجة لحل نهائي، لكن أشير إلى أن الأغلبية الساحقة وهو ما يتجاوز 98 بالمئة لعائلات المفقودين قد طووا الصفحة بشكل نهائي وقبلوا بالتعويض، واعتبروا ما حدث تضحية في سبيل الوطن لأن الجميع اشترك في المأساة وضحى.

بالنسبة لتمديد مشروع المصالحة الوطنية.. هل هناك توجه في هذا الإطار ؟

كان يفترض لآجاله أن تنتهي في ظرف 6 أشهر، لكن بفضل مجهودات الرئيس بوتفليقة الذي أشرف عليه  بكل ثقله، تمكن أن يحقق نتيجة أنقذتنا جميعا، وربما هناك اتجاه حكومي لتمديد آجاله أكثر، كونه الحل الأمثل، لكن أريد ان أشير إلى أن الجيش والأمن كان أيضا شريكا مهما في تحقيق عملية السلام، وجهوده واضحة في هذا الشأن.

الجزائر في ظل مشروع المصالحة الوطنية، كيف تغيرت صورتها عالميا ؟

المصالحة الوطنية في الجزائر أثبتت فعاليتها في مدة قليلة،  لا توجد بلاد على مر التاريخ حققت ما حققته الجزائر،  ففي أشهر قليلة تحكمنا في زمام الأمور مقارنة مع بعض الدول التي حاربت لـ 40 و 50 سنة الحروب الأهلية ولم تنجح في الخروج منه، فأن تتمكن من جعل 7 آلاف إرهابي مسلح من تسليم نفسه وعتاده، هو معجزة، كون ذلك الرقم يساوي جيشا،  حقيقة لقد كان للجزائر رجال حقيقيون حققوا المشروع، ولذلك نحن في أفضل حال وصورتنا على مستوى العالم جميلة.

 

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى