سياسة

هل تُنهي تصريحات ماكرون أزمة “الإجلاء” مع الجزائر ؟

خرج الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون لأول مرة بعد الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين الجزائر وباريس على إثر عملية إجلاء الناشطة الفرنكوجزائرية إلى ليون عبر تونس بتواطئ مسؤوليين دبلوماسيين ورجال أمن فرنسيين، ليوجه ماكرون أصابع الاتهام إلى أطراف فرنسية قال إنها “تستهدف مسار المصالحة مع الجزائر”.

وتبرز اتهامات الرئيس الفرنسي الموجه إلى لوبيات الضغط في فرنسا، حرصه على إذابة الجليد مع الجزائر بعد التطورات التي شهدتها العلاقات بين البلدين انطلاقا من استدعاء السلطات في الجزائر سفيرها لدى باريس، ومخاوفه من الدخول مجددا في أزمة جديدة وهـو ما من شأنه الإضرار بالمصالح الاقتصادية لبلاده في الجزائر بالتزامن مع تراجع الدور الكبير لبلاده في افريقيا.

ويظهر موقف نزيل الإليزيه الأخير متطابقا مع تفسيرات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للمحاولات الفرنسية المتتالية التي تستهدف الجزائر في تصريحات أدلى بها لقناة الجزيرة جوان المنصرم لما قال: “إن فرنسا تعرف تمكن 3 لوبيات أحدها معمّر ورّث حقده والثاني امتداد للاستعمار، أما بخصوص الثالث فهم جزائريون يقفون مع فرنسا”.

وبالتوازي مع هذا تكون الجزائر قد نجحت في قطع شك أصحاب دبلوماسية “جس النبض” باليقين، وتأكيد تمسكها بثالوث الندية، الاحترام وقاعدة رابح-رابح في علاقاتها مع باريس دون تقديم أدنى تنازلات أو غضِِ للطرف عن سلوكيات تعودت عليها الدبلوماسية الفرنسية على مدار الحقبات السابقة.

وفي ذات الصدد، قال الباحث في الدراسات الإستراتيجية، الدكتور نبيل كحلوش، “إن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محاولة لرأب الصدع الواقع في العلاقات بين الجزائر وباريس.”

وأكد نبيل كحلوش في تصريح لـ “سبق برس”، أن حديث الرئيس ماكرون عن لوبيات الضغط المستهدفة للعلاقات بين البلدين يعد “اعترافا ضمنيا بـوجود صراع أجنحة قوي داخل النظام الفرنسي.”

واعتبر المتحدث أن أطروحة ماكرون تأتي لتبرئة الرئاسة الفرنسية من عملية الإجلاء غير الشرعية وإعادة تأهيل العلاقات مع الجزائر بالنظر لأهمية ذلك في مخطط فرنسا الجديد بمنطقة الساحل والذي يراهن على كسب الجزائر كحليف أساسي لإنجاح الاستراتيجية الجديدة كبديل عن عملية “برخان” التي انطلقت في أوت 2014.

بالمقابل، استبعد الباحث الاستراتيجي في مؤسسة الأصالة للدراسات والبحوث، نجاح الرئيس الفرنسي في تجاوب الجزائر مع استراتيجية باريس المستقبلة في منطقة الساحل، بغـض النظر عن مستقبل العلاقات بين البلدين التي توقع لتصريحاته -ماكرون- أن تسهم في تسوية الخلاف الدبلوماسي مع الجزائر.

كما أجاب محدث “سبق برس” على سؤال حول إذا ما ستتوج تصريحات ماكرون بإجراءات عملية صادرة عن قصر الإليزيه للـرد على هذه اللوبيات من جهة والتأكيد على حسن النية إزاء الجزائر، بالقـول: “لا أتـوقع ذلك.. على اعتبار واحد ألا وهو حجم الصدام الداخلي بين أجهزة النظام الفرنسي والذي سيجاوز في كل الحالات فرع الرئاسة الفرنسية”.

وبخصوص مصير زيارة الرئيس تبون إلى باريس المبرمجة ماي المقبل، وصف الباحث الاستراتيجي الزيارة بـ “الثقيلة” بالنظر لثقل العلاقات بين الجزائر وباريس وحجم الملفات التاريخية، الاجتماعية والاقتصادية التي تربطهما. في حين ربط مصيرها بالمعطيات المستجدة والصادرة طبعا عن الجانب الجزائري، فيما توقع أن تكون إيجابية بالنسبة للجانب الفرنسي.

 

 

 

 

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى