منوعات

نص كلمة الفريق قايد صالح خلال زيارته اليوم للناحية العسكرية الثالثة

باشر اليوم، الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، زيارة عمل وتفتيش إلى الناحية العسكرية الثالثة ببشار.

وجاء في الكلمة التي ألقاها أمام إطارات وأفراد وحدات القطاع وممثلي مختلف المصالح الأمنية:

“يطيب لي أن ألتقي بكم اليوم، في رحاب هذا الإنجاز العسكري الهام، الذي تم تحويله، بمقتضى المرسوم الرئاسي الذي أصدره فخامة السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، من قاعدة انتشار إلى قاعدة جوية. هذه القاعـدة الجوية لرقان التي تمثل إنجازا معتبرا تتدعم به قدرات قواتنا الجوية.

وفي هذا الإطار فقد حرصنا دوما على أن تتوفر قواعدنا الجوية على المحيط الملائم للعمل السليم والمثمر الذي يكفل لها أداء المهام المنوطة بها بالجودة المطلوبة.

ولا شك أن حمل هذه القاعدة الجوية الجديدة لاسم الشهيد “زاوي علي” هي دلالة شديدة التأكيد على مدى الرعاية التي نوليها في الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، لموروثنا التاريخي ولثورتنا التحريرية المباركة، التي تبقى دائما وأبدا تمثل لنا مصدر إلهام ومنبعا متميزا من منابع أخذ العبر واستقاء الدروس”.

“إن من أهم متطلبات شعور الفرد العسكري بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، هو إدراكه إدراكا صحيحا لطبيعة وضخامة التحديات التي تحيط بوطنه، ووعيه بحتمية مواجهتها ورفعها في أي وقت وحين، وهنا تبرز جليا بصمة الجهد الإعدادي والتحضيري والتكويني والتحسيسي وأثره على بناء شخصية الفرد العسكري، وفقا لما تستوجبه الحياة المهنية العسكرية من ضوابط خاصة ومعايير محددة ومتميزة.

وفي هذا الإطار، وحرصا على تثبيت عرى مثل هذه السلوكيات المهنية الشديدة الحيوية بين صفوف الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، فإنني لم أمـل إطلاقا من التـذكير وإعـادة التـذكير بأهـمـية بل وحـتـمية تحسين مستوى التكوين والتحضير القتالي بما يكفل لقواتنا المسلحة بكافة مكوناتها، بلوغ المراتب التي تليق بتاريخ الأسلاف الصناديد من أبناء جيش التحرير الوطني، الذين أفـنـوا زهرة شبابهم وفـدوا وطنهم الجزائر بأغلى ما يملكون، ومنحوا لمعاني الواجب الوطني مدلـولاته الحقيقية”.

“لهذا فإنني أعود مرة أخرى لأذكّر بحتمية التحلي، بل التمسك بروح المسؤولية، التي يتعين أن يحرص الجميع، كل في مجال عمله ونطاق صلاحياته، على أن يجعل منها مبدأ منهجيا نبيلا يستحق التوقير والتبجيل، ويستوجب التطبيق الكامل والوافي، ولا شك أن ذلك لن يتحقق إلا إذا نظر الفرد إلى تحمل المسؤولية، على أنها وسيلة من وسائل تمكين الفرد العسكري، مهما كانت وظيفته ورتبته وفـئـتـه، من المساهمة في بناء قدرات جيشه وتمكينه من أن يكون جاهزا دوما للتصدي لأي طارئ.

وفي هذا الشأن، فقد أكدت مرارا وتكرارا، على أن نجاح الأفراد العسكريين في حياتهم المهنية، يبقى مرتـبطا أشـد الارتباط بـمدى احترام، بل التقيد الصارم بالضوابط الخاصة والطابع المتميز الذي تفرضه الحياة العسكرية بكافة مقتضياتها المهنية والسلوكية، وهي خصال تتولى الجوانب التكوينية والإعدادية والتحضيرية والتحـسـيـسـيـة واجب ترسيخها في عقول الأفراد، وهنا يبرز بجلاء ترابط الجهد المهني الميداني مع الجهود التعليمية والتحضيرية، ويبرز أيضا مدى تأثيرها على حاضر ومستقبل الفرد العسكري”.

” وفي ظل هذه الاندفاعة المهنية المثمرة والمخلصة والطموحة، لاسيما ونحن لا نزال نعيش نفحات احتفال الجزائر بكثير من الفخر بالذكرى الخامسة والخمسين لعيد استقلالها الوطني، فإنه حري بي أن أجدد التأكيد مرة أخرى، على أن المحافظة على هذا المكسب التاريخي العزيز على قلوبنا جميعا، الذي استرجعه شعبنا بالحديد والنار وبعد تضحيات جسام، هو أمانة غالية ونفيسة يتعهد الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، في ظل قيادة وتوجيهات فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائـد الأعـلى للقـوات المـسـلـحـة، وزيـــــر الدفـــاع الوطــني، بأن يتحمل مسؤوليتها كاملة بفضل ما يتمتع به هذا الكنز المسترجع، ألا وهو الاستقلال الوطني، من قيمة وطنية عالية المقام لدى كافة أفراد الجيش الوطني الشعبي، هؤلاء الذين يستحقون مني اليوم بكل فئاتهم ومستوياتهم القيادية، كل التقدير والعرفان والإجلال، لأنهم برهنوا بمرابطتهم العازمة والدائمة في كافة ثغور الوطن، أنهم أبناء بررة لوطنهم، وأن الجزائر بهم ومعهم لن تطالها أيادي الغدر وستبقى محفوظة بحفظ الله جل وعلا، وستبقى محروسة برجالها الذين تشرفوا بحمل رسالة أسلافهم الميامين واعتزوا باستكمال مسيرتهم الغرّاء، في ظل حضن شعبهم الحر الأبي الواحد الموحد”.

متعلقات

زر الذهاب إلى الأعلى