ثقافة

أجواء خيالية في الليلة السادسة من مهرجان جميلة

 

على الديك ألهب مدرجات الركح بالنغمة السورية والشاب فارس نجم الأغنية السطايفية الجديد

عرف مهرجان جميلة العربي في الليلة السادسة  نجاحا كبيرا وإقبالا قويا للجمهور السطايفي الذي توافد بقوة على ركح مدينة جميلة الأثرية، حيث إنطلقت السهرة في تمام الساعة العاشرة والنصف ليلا وكانت البداية مع الفنان السوري علي الديك الذي وعلى الرغم من إعاقته في رجله اليمنى إلا انه قدم سهرة رائعة تجاوب معها الجمور الحاضر خاصة العائلات التي حضرت لاجله ولمؤازرة الأشقاء السوريين في محنتهم.

و إستهل الفنان السوري وصلته بأداء أغنية عن الجزائر وسط تجاوب كبير من الحاضرين بعدها جاد الفنان على الديك باجمل ما غنى طيلة مسيرته الفنية الطويلة حيث صنعت الدبكة السورية الحدث ليلة أول أمس خاصة وانها ” هيجت ” الجماهير الحاضرة ورقص الصغير والكبير على وقع أهازيجها وهو ما يؤكد شعبية الفنان السوري في الجزائر الذي لم يستطع خلال ساعة ونصف من روي عطش الحاضرين بفنه الجميل خاصة وأن التفاعل معه كان على اعلى المستويات خاصة في أغنية ” العلوشي ” التي يحفظها الصغار والكبار وكذا اغاني ” عالزفة ” ” يا بنت الجيران ” ” واقف ببابك أستنى ” التي إشتهر بها الفنان السوري في السنوات الأولى لمسيرته الفنية، وقبل مغادرته الركح الأثري قام الفنان السوري بالدعاء لبلده سوريا والوطن العربي خاصة الجزائر بالامن والأمان وهو ما جعل النساء يذرفن الدموع في مشهد مؤثر تفاعل معه الحاضرين كثيرا، ليكون الدور بعدها مع الفنانة رويدة عطية التي جاذت بجمل ما غنت طيلة مشوارها الفني الطويل خاصة وأن جمهورها في الجزائر كبير والعائلات تنقلت لجميلة لسماع صوتها الجميل، بعدها صعد الفنان الشاب إلياس بن باكير الذي بدأ يشق طريقه إلى النجمومية حيث غنى أجمل الأغاني الحديثة والقديمة على غرار ” يا رايس الدار” ” مريومة يا مريومة ” التي رقص على وقع كلماتها الشباب الحاضر، ليكون الموعد بعدها مع الشاب فارس نجم الأغنية السطايفية الذي ذاع صيته في الآونة الأخيرة حيث كانت وصلته من بين أجمل الفترات الغنائية وإستطاع أن يوقظ الجمهور من سباته العميق خاصة وأن الجميع تجاوب منع أغانيه الجميلة ” وينو حبيبي ” ” هبلتني بنت الجنية ” وهي الأغنية التي إشتهر بها سنة 2013 بعد عودته للساحة الفنية حيث تفاعل معه الجمهور ورددوا الأغنية معه بتجاوب وتناسق كبيرين وهو ما يؤكد أن الجمهور متعطش للكلام النظيف الذي لا يخدش الحياء خاصة وأن الطابع السطايفي معروف بميله للعائلات، بعدها جاء الدور على الفنان القبائلي رابح بن عصمة التي لفت إنتباه الجمهور بذوقه الجميل خاصة وأنه كان في احلى حلة حيث ادى أغاني قبائلية خفيفة سمحت للجمهور بالرقص على وقعها، لتختتم السهرة في تمام الساعة الثانية والنصف صباحا بعد أن غادرت الجماهير المدرجات.

الحزن خيّم على قلوب جمهور مهرجان جميلة

عبر جمهور السهرة السادسة من مهرجان جميلة العربي عن حزنه عما يحصل حاليا في البلد الحبيب سوريا الجريحة بطريقته الخاصة، حيث بدت معالم اليأس واضحة في وجوه المئات من الحاضرين، الذين كانوا ينتظرون من النجم القادم من عاصمة الشام علي الديك، أن ينقل مأساة بلاده إلى الجزائر عبر أغانيه الجميلة و هم يتأهبون لحفل تضامني كبير كانت ستكون مدينة كويوكول منبرا له لتوجيه رسالة تضامن و تنديد للعالم العربي كله اتجاه المجازر البشعة التي تحدث في دمشق و غيرها من المدن السورية، لكن ممثل سوريا في مهرجان جميلة العربي هذه المرة لم يكن في مستوى تطلعات الجماهير العريضة، حيث اكتفى بجانب الفرحة التي رسمها بدبدبات الدبكة السورية التي هيجت الحضور و رقص على وقعها الصغير و الكبير، لكن أعلام سوريا و بعض اللافتات التضامنية التي دخل بها مجموعة من الشبان مدرجات المهرجان بقيت رهينة أكياس بلاستيكية، هؤلاء الشبان حسب تصريحاتهم لـ”سبق برس” التي استجوبت رأي الجمهور اتجاه السهرة، أكدوا أنهم كانوا ينتظرون فرصة من ضيف الجريحة لكي يظهروها للعلن و يرفعوها فوق الرؤوس، و لكن للأسف بقيت داخل أكياس بلاستيكية لأنها لم تجد معولا يسمح لها أن ترفرف عاليا فعادت إلى أدراجها خائبة، نوع من الخيبة و الأسف، و معه حتى الألم بدا واضحا في الوجوه، عقب انقضاء وصلات علي الديك الغنائية الذي ترك أنينا فوق الخشبة يوخز آذان الحاضرين و يقول لهم أين هي سوريا الجريحة من مهرجانكم هذا، الذي عودني طرب همومها و آلامها، كما فعل السابقون ممن اعتلوا ركحها في الطبعات السابقة، على غرار حبيب وفيق الذي أبكى المئات من الحاضرين خلال السهرة الثالثة من طبعة العام ما قبل الماضي، وهو ما جعل الحاضرين يتسائلون فهل انقضى عهد جميلة المتضامنة مع الجريحة سوريا؟

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى