العالم

“قوات الدعم السريع” السودانية…من حليف للجيش إلى قوات “متمردة”

عاد للسطح اليوم اسم قوات الدعم السريع التي صنعت لها وجود في الساحة السودانية، إذ برزت قوات الدعم السريع في عام 2003، بإقليم دارفور، وعرفت وقتها بمليشيات “الجنجويد” وذاع صيت المصطلح وتعريفه كاختصار لتعريف أفراد القوة وتشبيههم بـ”جن يمتطي جوادا”.

واتهمت هذه القوات لاحقا “بارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، والتطهير العرقي”، بعد أن استخدمها نظام الرئيس المعزول عمر البشير في حسم معاركه ضد الحركات المسلحة.

وجرى ضم قوات الدعم السريع في بادئ الأمر لوحدة استخبارات حرس الحدود بالقوات المسلحة السودانية، لكن في عام 2013 انتقلت من مرحلة المليشيات إلى قوات الدعم السريع كقوة تابعة للحكومة السودانية تحت قيادة جهاز الأمن والمخابرات، ثم رئاسة الجمهورية في 21 أفريل 2016.

وواصلت الدعم السريع مهامها في محاربة التمرد بدارفور والمنطقتين إلى أن أجاز البرلمان في العام 2017 قانون خاص بالدعم السريع لتكون تحت قيادة رئيس الجمهورية مباشرة برغم تبعيتها في الوقت نفسه إلى القوات المسلحة.

 

100 ألف جندي ونحو 10 آلاف سيارة رباعية الدفع…

لا تتوفر إحصاءات رسمية بشأن عدد أفراد قوات الدعم السريع، لكن محللين يقدرون حجم هذه القوات بنحو 100 ألف فرد لهم قواعد وينتشرون في أنحاء البلاد، وفقا لرويترز.

كما تتحدث تقارير عن امتلاك قوات الدعم السريع لنحو 10 آلاف سيارة رباعية الدفع مصفحة مزودة بأسلحة رشاشة خفيفة ومتوسطة.

وأعلن قائد قوات الدعم السريع حميدتي في جوان الماضي امتلاك قواته وحدة مدرعات خفيفة من طراز “BTR”.

وتمتلك القوات مقرات ومراكز في العاصمة، الخرطوم، وفي بعض المدن الأخرى، بالإضافة إلى الحدود مع ليبيا وإريتريا لمراقبة الحدود ووقف تدفق المهاجرين.

 

“قوات الدعم السريع” والخلافات مع المؤسسة العسكرية

وبرزت منذ صبيحة السبت في العاصمة السودانية الخرطوم مواجهات عنيفة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، بعد خلاف علني خلال الفترة الماضية بين قائد هذه القوات محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي والفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي يترأس مجلس السيادة الانتقالي.

وتحول الخلاف بين قوات الدعم السريع والجيش في السودان إلى مواجهة مسلحة بين الطرفين مازالت عواقبها غير واضحة المعالم.

ويتزعم الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، قوات الدعم السريع كما يشغل منصب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم.

 

من هو دقلو؟

الفريق أول دقلو من مواليد العام 1975 وينحدر من قبيلة عربية بدوية على الحدود بين تشاد والسودان. وكان صرح في مقابلة مع وكالة “فرانس برس”، أجريت في عام 2016، أنه كان تاجرا في دارفور يبيع الجمال والأغنام في السودان وليبيا وتشاد.

عندما توقفت التجارة جراء المعارك في دارفور، عام 2003، توجه إلى مدينة نيالا للانضمام إلى وحدة حرس الحدود التي تقودها الخرطوم، وبهدف مواجهة حركة التمرد التي يقودها أشخاص معظمهم من أصول أفريقية، شكّل النظام مجموعة عرفت بـ “الجنجويد” تضم مقاتلين من العرب الرحل وسلحهم.

 

…الجيش السوداني يصفها بـ”القوة المتمردة” الواجب محاربتها !

ووفق المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله فإن قوات الدعم السريع باتت “قوة متمردة” تتعامل معها القوات المسلحة بالحسم وإعادة الأمور إلى نصابها، مؤكدا أنها بادرت بالهجوم والتعدي على القوات المسلحة، بينما يقول قائد الدعم السريع إن الجيش هو من بادر بالهجوم على معسكرهم في ضاحية سوبا وإنهم اضطروا للرد، وبعد ذلك امتدت المواجهات في عدة مواقع بالخرطوم وبعض الولايات.

وتوجد قوات الدعم السريع في أغلب ولايات السودان، وتجاور جميعها ثكنات ومقار الجيش، لكن انتشارها الأكبر هو في ولايات دارفور الخمس، إضافة إلى جنوب وشمال وغرب كردفان.

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى