سياسة

الإبراهيمي يقود وساطة غير معلنة بين الإقامة الرئاسية والشارع

عاد اسم وزير الخارجية الأسبق، الأخضر الإبراهيمي، للبروز في الأيام الأخيرة من خلال تسريب اسمه كرئيس محتمل للندوة الوطنية التي أعلن رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفيلقة، تنظيمها خلال الأشهر القادمة.

ومنذ استقباله يوم الإثنين الماضي من قبل الرئيس بوتفيلقة، وخروجه برسائل جديدة عكس المرات السابقة التي كان يلعب فيها دور “المطمئن على صحة الرئيس” فقط، كشف الرجل عن نقاش جمعه مع مضيفه يخص الأحداث التي تشهدها الجزائر ودعا لتحويل الأزمة إلى مصلحة بناء وتشييد.

الإبراهيمي صاحب 85 سنة وقد قضى معظمها خارج الجزائر، تنقل بعدها إلى التلفزيون العمومي على مدار ساعتين، تحدث فيها باسهاب على صحة الرئيس وتطرق إلى تفاصيل كانت مخفية، حتى أنه قال إن ” الرئيس بوتفليقة لا يستطيع الكلام في التلفزيون ورجله لا تتحرك” وهي أشياء لم يكن الديبلوماسي المحنك ينطق بها لولا أنه يحاول تسويق نفسه للرأي العام بصورة مغايرة عما عرف عليه في السابق.

بعد 24 ساعة مبعوث السلام السابق إلى سوريا وقبلها إلى لبنان والعراق يظهر في قناتين خاصتين ويخاطب شباب الحراك ويدعو للحوار، حتى أن دموعه غلبته في قناة الشروق الخاصة وهو  يوجه رسالة للراغبين في الخروج للشارع في جمعة 15 مارس ويدعو الجميع للتفكير مليا في المخاطر المحدقة بالجزائر.

رفيق محمد يزيد في الرحلة التي قادتهم إلى باندونغ سنة 1956، أكد في ظهوره على التلفزيون العمومي أنه التقى شخصيات من الموالاة والمعارضة وتناقش معه حول الأوضاع التي تعرفها في الجزائر، في وقت تسربت معلومات عن لقاءات يعقدها في فندق الأوراسي مع شباب مشارك في الحراك الشعبي الذي تعرفه الجزائر منذ يوم 22 فيفري، كما تحوز “سبق برس” معلومات موثقة عن إتصالات ربطها الإبراهيمي عبر وسطاء مع ناشطين معارضين، وقد قوبلت بالرفض.

وحتى وإن قال المبعوث الأممي إنه لم يتم تعيينه كرئيس للندوة الوطنية، إلا أن خرجات الإبراهيمي يمكن تفسيرها بانه مكلف بمهمة غير معلنة من أجل تهيئة الظروف لعقد الندوة الوطنية التي لن تجد السلطة أفضل منه لإدارتها باعتباره الأقرب إلى الرجل الأول فيها، وأيضا تسويق مخرجاتها للعالم بحكم السمعة التي يحظى بها في أهم العواصم في العالم.

ما يثير الإنتباه أن حاجز الثقة الذي فصل المشاركون في الحراك الشعبي والموجودين في السلطة، يمكن أن يكون عائقا في نجاح المبعوث الأممي في لعب دور الوساطة بين الإقامة الرئاسية في زرالدة والشباب المتظاهر في وسط العاصمة وباقي الولايات، وقد تكون المهمة الجديدة للرجل أصعب من تلك التي قادته إلى سوريا كمبعوث مشترك لحل الأزمة وانتهت برمي المنشفة.

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى