التحقيق في ثغرة بقيمة 600 مليار سنتيم بوزارة الشباب والرياضة

لازالت الفضائح المتعلقة بالفساد وغيرها من ملفات تبذير المال العام لصيقة بقطاع الشباب والرياضة لاعتبارات متعلقة بالتراخي في مجال الرقابة على المال العام، وهذا ما تؤكده تقارير مجلس المحاسبة خاصة فيما يتعلق بتسيير الميزانية والتلاعبات في صرف المال العام وأبرز هذه التجاوزات تلك المتعلقة باختفاء 600 مليار سنتيم من الوكالة الوطنية للتسلية “لانالج” التي لم تُعرف الوجهة التي صرفت فيها هذه الأموال والمخصصة لتسيير المخيمات الصيفية وفضاءات الترفيه.
وعلمت “سبق برس” من مصادر من داخل وزارة الشباب والرياضة أن هذه الأخيرة أوفدت لجنة تحقيق للتحقيق في الأموال المخصصة للشباب والمقدر قيمتها 600 مليار سنتيم التي صرفت – حسب نفس المصدر- بطريقة يكتنفها الغموض، والتي كانت موجهة للمخيمات الصيفية التي سيستفيد منها أطفال وشباب الجنوب، وكذا الفضاءات الترفيهية التي وضعت في معرض صافكس والحي الاولمبي 5 جويلية، وملعب واقنوني بالعاصمة .
وأضافت مصادرنا أن لجنة التحقيق تعمل على البحث في مصير هذه الأموال التي قدرت قيمتها 600 مليار سنتيم، مشيرة أن هذه الأموال صرفت بطريقة غير قانونية، موضحة أن الوكالة قامت بتكليف بعض الوكالات السياحية الخاصة دون غيرها بالتكفل بإيواء وإطعام شباب المخيمات الصيفية بمبلغ 4000 دج للشاب في اليوم وهو ما يتنافى مع ما هو موجود في الواقع، حيث لا يتجاوز تكلفة اليوم الواحد لشاب بالمخيمات الصيفية الأخرى 1200 دج وهذا ما دفع بالوزارة إلى فتح تحقيق معمق حول الأطراف التي كانت السبب في تضخيم هذه التكاليف .
كما لم يسلم بعض الإطارات بوزارة الشباب والرياضة – حسب ذات المصدر- من طائلة التحقيق بسبب الاشتباه فيهم بالضلوع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في هذه التجاوزات، كما هو الشأن بالنسبة لمقربين من الوزير السابق للشباب والرياضة عبد القادر خمري .
وكأول إجراء قامت به الوزارة المعنية هو تنحية المدير “خميسي” الذي كان يشغل هذا المنصب لمدة زمنية معينة، واستخلافه بإطار آخر سبق وأن كان مستشارا لكاتب الدولة للشباب مهمته هي إعادة الوكالة إلى سكتها الطبيعية.
وحسب المعلومات التي أوردها المصدر فأن لجنة التحقيق ستحقق في الصفقات التي أبرمت مع بعض الخواص بخصوص إنشاء قرى ترفيهية للأطفال كما تم القيام به بمعرض “صفاكس” وبالملعب الاولمبي 5 جويلية وملعب واقنوني بالعاصمة، حيث تم منح هذه الصفقات لخواص تم انتقائهم بطريقة يكتنفها الغموض.