ميديا

غياب البرامج السياسية في الصيف: قهوة وجرنان وجهة للمشاهدين

تعوّد المشاهد الجزائري على احتجاب البرامج السياسية وإغلاق البلاطوهات المخصصة للنقاش حول قضايا الشأن العام، لتزامن ذلك مع العطلة السنوية وندرة المادة الإعلامية التي يتطلبها هذا النوع من الحصص، وهو ما يخلق غالبا تذمرا لدى المشاهدين المدمنين على الاستماع للحديث السياسي.

ولأن بداية فصل الصيف لهذه السنة تزامن مع شهر رمضان فإن المُشاهد الجزائري وجد بديلا عن البرامج السياسية بالإنتاج التلفزيوني الرمضاني الذي كان غزيرا وتوزع بين المسلسلات والسيتكوم الذي بثته القنوات الخاصة والتلفزيون الحكومي، ومع إنقضاء الشهر الفضيل بدت الشاشات وكأنها فارغة من البرامج الحوارية وخصوصا السياسية، وهو ما أجبر لأوفياء للشاشة على مدار السنة  على الدخول في عطلة.

ولأن الإستثناء يبقى قائما فإن قهوة وجرنان التي تبثها قناة النهار كسرت قاعدة الإحتجاب في موسم الصيف وبدت مع حصة الحدث التي تبثها  في قناة الشروق الوحيدتان اللتان تتناولان المستجدات السياسية بالتحليل والنقاش مع الضيوف بشكل يومي.

يُرجع معد برنامج قهوة وجرنان، الإعلامي محمد عصماني الإبقاء على برنامج قهوة وجرنان صيفا إلى مبدأ الالتزام مع المشاهد الذي تعود على البرنامج رغم صعوبة وجود ضيوف في فترة عطل، بالإضافة إلى تراجع حجم المعلومة باعتبارها نهاية موسم.

ويعود عصماني في حديث جمعه مع  سبق برس إلى بدايات البرنامج فيقول:” قهوة وجرنان،  كانت تعتمد على المفردتين المشكلتين للعنوان، وهو ما يرتبط تلقائيا عند سماع العنوان بالصباح الباكر، من هنا كانت الفكرة أي فتح نقاش حول المواضيع والقضايا التي تهم المواطن والرأي العام بداية اليوم،  عكس ما إعتاد عليه المشاهد الجزائري .”

لا ينفي عصماني الصعوبات التي تواجهه يوميا لإيجاد رجل  سياسي  يتحدث عن شؤون البلد على الساعة السابعة صباحا .ويرجع بالمقابل نجاح قهوة وجرنان في استضافة اكبر الشخصيات اهمية وأكثرها اثارة للجدل من وزراء ورؤساء احزاب، كتاب وشخصيات اعلامية من داخل وخارج الوطن إلى  جهود وإصرار طاقم البرنامج وكذلك مكانة قناة النهار في الساحة الإعلامية التي تغري المتعاطين من الشأن العام للظهور في شاشتها.

يشدّد الإعلامي الشاب الذي أصبح وجهه مألوفا لدى الجزائريين عبر إطلالته الصباحية على إسداء شكر لمدير القناة، أنيس رحماني، الذي يُرافق البرنامج بالنصائح والتوجيهات ويوليه إهتماما حتى وصل إلى هذا المستوى من الانتشار، ويضيف المتحدث في هذا السياق: “إن  المادة الاعلامية التي يقدمها البرنامج تتعدى القراءة البسيطة للصحافة  لتصل الى تحليل ما جاء فيها والغوص في خلفيات الأخبار والأحداث،  فكانت بداية البرنامج بمعرض للصحافة ومجموعة من الفقرات ثم فقرة الضيف التي كانت عادة ما تصنع الجدل نظرا لجرأة الطرح وهامش الحرية فقد كان النقاش مبنيا على مبدأ ( اذا كنت مؤمنا بفكرتك  ارنا كيف تدافع عنها) .”

وكخلاصة يقدمها عصماني لتجربته الإعلامية يقول: ” اهم ما تستنجه من محاورة يومية لمختلف المسؤولين ورجال السياسية  والنخب اننا كنا مقصرين جدا في حق المشاهد باعتقادنا أنه لا يميل للمواضيع الفكرية والنخبوية مفضلا عليها كل ما هو شعبوي هو  امر خاطئ فالفرد الجزائري وهذا عن تجربة يتميز بدقة عالية في التمحيص والمتابعة، ومنه يستنتج مذيع قناة النهار أن “الاعلامي لا يجب ان يعتقد انه مجبر على الطرح الشعبوي لإرضاء الجميع بل بالعكس يستطيع الاعلامي اليوم في الجزائر أن يجعل من المواضيع التي تهم فعلا البلد والفرد هي مواضيع الراي العام لترقية للوعي والفكر من جهة وإيجاد حلول ومخارج لها من جهة اخرى .”

متعلقات

زر الذهاب إلى الأعلى