الحدث

بعد تصريح وزير الصحة حول “السرطان” .. جمعيات تنشط ضد المرض ترد

نفت رئيسة جمعية الأمل لمساعدة المصابين بالسرطان، حميدة كتاب، أن يكون سبب تفشي مرض السرطان وارتفاع عدد وفيات المصابين في السنوات الأخيرة بالجزائر يكمن في نقص الامكانيات المادية المرصودة لمكافحة المرض، وأرجعت ذلك للتسيير والتخطيط فيما يتعلق باستغلال الامكانيات التي توفرها الحكومة.

وقالت حميدة كتاب في اتصال هاتفي مع “سبق برس” إن “السرطان لم يعد مرضا قاتلا، قديما كان كذلك ولم تكن له علاجات كثيرة، حاليا أصبح علاج كل مصاب يتم بصفة فردية على حسب وضعه ويمكن فعلا أن يشفى منه لكن شرط الكشف المبكر عنه ويمكن القول أن مشكلتنا تكمن هنا، إذ غالبية المرضى الذين يصل عددهم لنحو 49 ألف حالة لم يكتشفوا ذلك في وقت أبكر لذلك العلاج يصبح معقدا وأصعب”.

وبخصوص الامكانيات التي ترصدها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لمكافحة المرض والتي وصلت سنة 2018 إلى نحو 61 مليار دينار، اعتبرت المتحدثة أنها كبيرة وكافية للقضاء على المرض لكن غياب سياسة رشيدة في التخطيط والتسيير نسفت تلك الجهود، قائلة في السياق: “هناك خطوات إيجابية تنتهجها الحكومة من تشييد للمراكز والهياكل الضخمة لكن هناك نقائص فيما يتعلق بالتخطيط وغياب ىسياسة رشيدة فرغم المبالغ الكبيرة التي تصرف لم يتحسن الوضع”.

وردا على تصريحات وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات فيما يتعلق بعدم قدرة الدولة على استيراد بعض الأدوية باهضة الثمن، علقت رئيسة جمعية “الأمل”: “كل دواء يحتاجه المريض يجب توفيره هذا واجب دستوري وفق المادة 54 من الدستور التي تنص على أنه لكل مواطن الحق في العلاج لا يمكن الحديث عن التكلفة والأمر يتعلق بحياة أشخاص، لست أدري ماهي نوعية الأدوية التي قصدها الوزير لكن اللجان المختصة لعلاج الأمراض إذا أقرت حاجتها لدواء ما فعلى الدولة توفيره”.

ودعت حميدة كتاب إلى تأسيس شبكة وطنية لتوجيه المرضى كل حالة حسب وضعها نحو أقرب مركز لها لفك الضغط على مركز بيار وماري كوري بالعاصمة، معتبرة أنه من غير المعقول أن ينتظر المريض مدة تصل نحو 8 أشهر من أجل تلقي العلاج الاشعاعي في حين أن الجزائر تمتلك 15 مركزا للعلاج في مختلف ربوع الوطن ويمكن استغلالها جميعها.

وتابعت في ذات الصدد: “لماذا هذه الجهوية، لدينا نحو 15 مركز وهو كاف للقضاء على المشكلة برمتها، في سنة 2012 كنا نمتلك فقط 3 آلات للعلاج الاشعاعي على المستوى الوطني ومواعيد الانتظار كانت تصل إلى 8 أشهر واليوم يوجد حوالي 40 آلة ولازال المرضى ينتظرون 8 أشهر، هذا تسيب خطير وسوء تسيير بات من الواجب الانتباه له”.

وكحل لتلك المعضلة اقترحت المتحدثة: “فور تشخيص حالة كل مريض يجب توجيهه نحو أقرب مركز له بولايته بدلا من تحديد موعدهم بمركز بيار وماري كوري بالعاصمة لأنه لو انتظر طويلا سيكون المرض قد تمكن من جسده ويصعب علاجه وإن تلقى بعض الحصص العلاجية في البداية وانتظر مطولا فسيذهب العلاج والأموال التي صرفت سدى”.

واعتبرت رئيسة جمعية الأمل لمساعدة المصابين بالسرطان، حميدة كتاب، أن بناء الهياكل الجديدة يجب أن يرافقه دراسة مستفضية من قبل مديرية التخطيط على مستوى الوزارة لتحديد مدى الحاجة للكوادر البشرية من أطباء ومختصين في العلاج الاشعاعي لضمان نجاعتها، مشيرة أنه لا يتم التخطيط مسبقا لعدد الأطباء الذي نحن بحاجتهم وهو أمر آخر وجب حله.

 

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى