أعمدة الرأي

عفا الله عما سلف !

كريمة هي الجزائر وحكومتها الموقرة ! نعم، يأتي الوزراء ويرحلون يتصرفون وينشؤون القوانين والأنظمة ثم يغادرون أو “يحالون” على “عطلة” مدفوعة التكاليف على حساب الخزينة العمومية، دون أن يسأل أي منهم ماذا فعلت ؟ أو ماذا خلفت وراءك ؟

وبينما يعتقد البعض بأن التعديل الحكومي يعبر عن عدم رضا الرئاسة عن أداء وزراء معينين، يكاد يجزم آخرون بأنه تكريم لهم وإن بدا في ظاهره إهانة وعدم ثقة فإن باطنه يحمل غير ذلك، فكيف يمكن ان يرحل وزير أمضى في وزارته اعواما قاربت عقدا من الزمن، منحت له خلالها الصلاحيات ليتخذ القرارات ويغيّر الأنظمة والأسس بجرة قلم، ثم يذهب وكأن شيئا لم يكن.

التصريحات الأخيرة التي أطلقها وزير الصناعة والمناجم الجديد بشأن الاستيراد المقنع وفضائح دفتر شروط تركيب السيارات في الجزائر وخلق وحدات أكثر ما يقال عنها “مصانع تورنوفيس” وغيرها كثير وكثير لم تحرك أي جهة للمطالبة بالتحقيق ومسائلة من “عبث” بالجزائر والجزائريين والمال العام في قلب الأزمة، لتطوى الصفحة فاتحة الباب على تجربة ومغامرة جديدة ستتخذ خلالها مؤكدا إجراءات جديدة، تضرب بعرض الحائط مبدأ “الدولة لا تزول بزوال الرجال” او العمل ضمن مخطط واحد لتحقيق أهداف واضحة في آفاق معلومة، بينما تلتحق نهاية الحلقة المفرغة بآخرها لتعيد دورتها كلّما تغير مسؤول معين.

وعلى هذا الأساس، فإن ما يحدث في قطاع الصناعة ليس استثناء ولن يكون كذلك، فالأمر سيان في جميع القطاعات والدوائر، يظهر القليل منه أحيانا ويبقى معظمه في غياهب الغموض والجهل والنسيان او التناسي، فلم نسمع في جزائرنا قط عن أي وزير سؤل وإن أشتقل الوزارة من الوزر والمسؤولية من المساءلة، فليس لذلك تفسير إلاّ كرم “عفا الله عما سلف” .

متعلقات

زر الذهاب إلى الأعلى