حواراتريبورتاج

محلل سياسي فلسطيني: دور الجزائر مركزي في إنهاء الانقسام

أثنى المحلل والكاتب السياسي الفلسطيني، حسن لافي، على دور الجزائر في المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام بين لافصائل نظرا لما لها من رصيد إيجابي لدى الشعب الفلسطيني ووسط مختلف الفصائل الفلسطينية.

وشدد لافي في حوار مع “سبق برس”، أن المقاومة استطاعت تحقيق إنجاز  كبير على المستوى العسكري خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، معتبرا أن الجهاد الإسلامي التي قالت سلطات الاحتلال أنها المستهدف بالعدوان حافظت على الصمود وإطلاق الصواريخ إلى غاية موعد الهدنة.

ما هي أهداف وخلفيات العدوان الأخير على قطاع غزة ؟

من أهم أهداف الاحتلال حاليا من وراء الهجمات وخاصة استهداف حركة الجهاد الإسلامي هو البعد الداخلي للكيان، فهو يشهد نوعا من أنواع الدعاية الانتخابية، فيريد رئيس الحكومة الحالية إرسال أوراق اعتماده كشخصية تستطيع أن تتحمل المسؤولية الأمنية، خاصة أنه لا تاريخ عسكري أو أمني له، لذلك من أهم دوافع العملية هو تثبيت نفسه كمرشح مستقبلي لرئاسة الحكومة. ونفس الأمر ينطبق على وزير الحرب بيني غانتس الذي يتنافس مع يائير لابيد على رئاسة الوزراء.

الأمر الثاني له علاقة بإرسال رسائل ردع لقطاع غزة، فحاول الاحتلال الاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي دون بقية الفصائل ليستطيع إرسال رسالة ردع أن بمقدوره الوصول للقيادات و”تطمين” الداخل المهترئ الذي تحيط به الإشكاليات الكبرى.

السبب الثالث هو أن قطاع غزة وخاصة الجهاد الإسلامي تمكنت من إشعال الضفة الغربية، فأصبحت كتائب لسرايا القدس بجنين ومختلف المناطق، فأصبح هناك عمل منظم، إذ تتهم إسرائيل الجهاد الإسلامي بالوقوف وراء هذا النشاط، فتريد قطع هذا الرباط بين غزة والضفة الغربية وتطبيق قاعدة فصل الجبهات عن بعضها البعض، وهذا لن يحصل كون التوحيد يعد أكبر إنجاز لعملية سيف القدس الأخيرة.

كما نجد هدفا إقليميا للعدوان، حيث تريد إسرائيل إرسال رسالة ردعية لحزب الله أو غيره لكنها لم تنجح، فالجهاد الإسلامي استطاعت إيلام إسرائيل وإجبارها على التوقيع على الوساطة المصرية وهو ما تعتبره شيئا من الخنوع لمطالب المقاومة.

ما تقييمكم لجهود الوساطة العربية وهدنة وقف إطلاق النار، وما هو المطلوب حاليا؟

من المخجل أن يكون العربي وسيطا بين الفلسطينيين والاحتلال، ولكن رغم كل ذلك الوساطات تحتاج لأن تكون أكثر مسؤولية وأكثر إلزاما للطرف الإسرائيلي وهذا ما أصرت عليه المقاومة بقيادة الجهاد الإسلامي، بضرورة إدراج نص إلزامي للدولة المصرية لمتابعة الأمر وشروط التهدئة.

أعتقد أن الطرف الإسرائيلي تلاعب أيضا بالوسطاء لخداع المقاومة خاصة في عملية قتل القائد تيسير الجعبري، لذلك يتعين على من تدخلوا كوسطاء على غرار مصر وقطر أن يقفوا وقفة مسؤولية أمام ما فعلته إسرائيل واستخدامها لهذه الوساطة كعملية أمنية خداعية استطاعت من خلالها الوصول إلى اغتيال القائد تيسير الجعبري.

إلى متى ستصمد الهدنة، وما ما هو مستقبل الصراع مع الكيان الصهيوني ؟

في مستقبل العلاقة الصراعية، الشعب الفلسطيني في كل وقت يخوض صراعا ضد الاحتلال، وله أشكال عديدة، في غزة الأمر قد يكون مختلفا فهناك قواعد اشتباك، أي نعم وقف إطلاق النار برعاية مصرية أنهى هذه الجولة من الصراع إلا أنه أعاد الوضع لما كان عليه من قواعد مثبتة بين المقاومة وبين الاحتلال وبالتالي أي خرق لهذه القواعد ستتجدد الاشتباكات. ومصير الشعب الفلسطيني الذي يبحث عن التحرر أن يبقى يقاوم إلى أن ينال استقلاله.

ما هي طبيعة الضغوط التي تواجهها المقاومة حاليا وما هي الأوراق التي بيدها؟

المقاومة الفلسطينية قامت منذ البداية على المستوى السياسي بالتأكيد على وحدة الفصائل انطلاقا من تسمية المعركة “وحدة الساحات”، فهي تأكيد من سرايا القدس على وحدة الجبهة وأن الدم والمصير الفلسطيني واحد، وأن كل الجبهات جبهة واحدة.

وعلى المستوى العسكري رغم نجاح الاحتلال في قتل قيادات بارزة على غرار القيادي تيسير الجعبري، وخالد منصور إلا أنّ الحركة استطاعت أن تخوض حربا تطلق فيها أكبر من 1000 صاروخ في أقل من 72 ساعة في مدى وصل لـ 100 كلم إلى شمال تل أبيب وإلى القدس وبئر السبع. وتمكن من إدخال 4 ملايين مستوطن الملاجئ، وجعل من غلاف غزة على امتداد 20 كلم منطقة غير مأهولة، بتهجير قسري لبعض المستوطنات.

ورغم تلقيها ضربات موجعة في القيادة الهرمية إلا أن الجهاد الإسلامي حافظت على منظومة القيادة والسيطرة  فبقيت الصواريخ تطلق من قطاع غزة، وهو ما يعني أن منظومة القيادة والسيطرة لازالت فاعلة. لذلك المقاومة استطاعت تحقيق إنجاز على المستوى العسكري رغم كثافة النيران من طرف الاحتلال. وأوصلت رسالة للداخل الإسرائيلي أن حكومتهم تستخدمهم كأوراق سياسية في الانتخابات القادمة.

كيف تقرؤون إستراتيجية الاحتلال بالتصعيد على جبهتين، العدوان على غزة والاقتحامات لباحات المسجد الأقصى ؟

الاحتلال يحاول الفصل بين الجبهتين، ما بين غزة، وباحات المسجد الأقصى، فيريد أن يستفرد بكل واحدة منهم على حدا، لذلك هذه المعركة ثبتت قاعدة مهمة وهي توحيد الساحات، في نفس الوقت نحن نتذكر في اليوم الثالث من المعركة عندما كان هناك اقتحام قامت سرايا القدس بقصف مدينة القدس لفض هذه المظاهرة والاقتحام تأكيدا منها أنها لن تسمح أن يتم الاستفراد بالقدس أو المسجد الأقصى المبارك.

تقييمكم للدور الجزائري خصوصا تحركها الأخير في دعم القضية الفلسطينية ؟

أعتقد أن للجزائر دورا مهما خاصة لما يحظى الشعب الجزائري من حب وسط الشعب الفلسطيني ولما تحظى الجزائر كدولة باحترام وعلاقات واسعة مع كل الأطراف الفلسطينية، لذا لابد أن يكون لها دور مركزي في إنهاء عملية الانقسام الفلسطيني، وكذا في تعزيز مقاومة الشعب الفلسطيني حتى ولو على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

فالشعب الفلسطيني يحترم تلك الدولة التي فتحت أبوابها للطلاب ولكل الفلسطينيين، وللثورة الفلسطينية، لذلك هذا الدور يجب أن تستثمره الجزائر بمزيد من التدخل في إنهاء الإشكاليات الداخلية الفلسطينية وتعزيز الصمود الفلسطيني.

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى