رياضة

قرار نقل تربص الخضر واستمرار الفراغ في الـ”فاف” يؤجج التكهنات

أسال تربص المنتخب الوطني لشهر سبتمبر الكثير من الحبر خلال الساعات الأخيرة بعد تسارع القرارات والأخبار الخاصة بمكان إجراءه تحسبا لموجهة المنتخب التنزاني ضمن الجولة الأخيرة من تصفيات كأس إفريقيا “الكوت دي فوار” يوم 7 من الشهر الجاري بملعب 19 ماي بعنابة وكذا المواجهة الودية أمام السنغال يوم 12 سبتمبر بالعاصمة السنغالية داكار.

وقرر الناخب الوطني جمال بلماضي يوم الجمعة الفارط تغيير مكان إجراء التربص التحضيري من مركز سيدي موسى إلى مدينة طبرقة التونسية بعد معاينته لأرضية ملعب التدريب المتواجد في أسوء حالة.

وجاء قرار إلغاء بلماضي للندوة الصحفية التي كانت مقررة اليوم الأحد بمركز سيدي موسى بداية من الساعة 11:00 كنتيجة تابعة لقرار تغيير مكان إجراء التربص.

وشهد بيت الاتحادية ضغطا كبيرا في الآونة الأخيرة كون المرحلة الحالية تُسير بدون رئيس، وكذا ما عاشته من تطورات مؤخرا حول قضية إيداع ملفات المترشحين صادي وليد، مزيان إيغيل وعبد الكريم مدوار لخلافة جهيد زفيزف المستقيل.

وما زاد من حدة الضغط على عاتق الـ “فاف” هو تداول أخبار مفادها تغيير وجهة التربص جاء بقرار من الناخب الوطني دون الرجوع إلى الهيئات الوصية، وكذا تغييره مرة أخرى إلى مدينة عنابة باعتبارها المحتضنة لمباراة الخُضر ضد تنزانيا وفق العديد من التقارير الإعلامية.

وارتفعت وتيرة القرارات والتصريحات التي أسفرت في آخر المطاف عن تدخل وزير الشباب والرياضة عبد الرحمن حماد، لوضع كل الهياكل الرياضية بمدينة قسنطينة تحت تصرف الخضر، حيث قام الطاقم الفني للمنتخب بمعاينة مختلف المرافق الرياضية لتقيم في آخر المطاف بالفندق الجهوي العسكري.

ووصف الإعلامي الجزائري حفيظ دراجي في مقال له نشر على موقع الجزائر الآن، قرار الناخب الوطني بعدم التربص بمركز سيدي موسى بالمتسرع، وأنّ الحالة التي كان عليها المركز وأصبح يشهدها اليوم هو انعكاس لواقع الرياضة الوطنية التي تعيش واقعا من اللامبالاة والتعدي على الصلاحيات ما يضر بسمعة الجزائر.

وأضاف دراجي: “ويبقى من حق بلماضي المطالبة بتوفير الامكانيات والظروف اللازمة للتحضير، لكن من واجبه الالتزام بعدم تجاوز صلاحياته والتصرف في المنتخب بمفرده وكأنه ملكية خاصة “.

ويطرح هذا اللغط الحاصل العديد من التساؤلات حول تأثير الأحداث الأخيرة على تركيز اللاعبين وطاقم الخُضر، وهل يعدُ الجدل الذي شهده مركب سيدي موسى سقطة للرياضة الجزائرية وهي التي شهدت تنظيم تظاهرات بشكل ناجح لأبعد الحدود على غرار ألعاب البحر الأبيض المتوسط وكأس إفريقيا للمحليين وكذا الألعاب العربية مؤخرا؟

ومن جهته قال الصحفي الرياضي مصطفى معزوزي، في تصريح لموقع “سبق برس” اليوم الأحد:”يجب علينا إبعاد المنتخب الوطني على مثل هذه المشاكل الإدارية بالرغم من أننا نعرف قوة شخصية جمال بلماضي الذي يُدرك تماما كيف يحمي لاعبيه من المشاكل الخارجية”.

وأوضح معزوزي في جديثه، أنّ الناخب الوطني جمال بلماضي، يعمل باحترافية ويدرك تماما كيف يفرق بين المشاكل الإدارية وعدم جاهزية الملاعب، مُضيفا:”إنّ لقاء المنتخب ضد تنزانيا يعتبر وديا حيث سيمكن بلماضي من أخذ نظرة حول الأسماء المتواجدة في القائمة ومدى جاهزيتهم خاصة وأنّ اللقاء جاء في بداية الموسم.

وقال الصحفي المهتم بالشأن الرياضي: “إنّ الفضيحة الكبرى هي تسيير العهدة الأولمبية الجارية بثلاث رؤساء بعد نهاية الانتخابات الحالية وليس نقل التربص إلى بلد شقيق”، مُبديا تأسفه حول ما يعيشه الناخب الوطني جمال بلماضي وكذا الـ”فاف” من ضغوطات التي يراها المتحدث ليست وليدة اليوم حسب وصفه، مُبررا موقفه بالتعليقات والردود الخاصة بقضية حسم البلد المنظم لكأس إفريقيا 2025 وكذا تلك التي وجهت ضد الرئيس السابق جهيد زفيزف بعد فشله في خطف عضوية داخل الـ “كاف”.

وأرجع معزوزي سبب اختيار بالماضي لمدينة طبرقة التونسية إلى عدم المحافظة على المنشآت التي تملكها الجزائر وكذا عدم الاستغلال اللازم للملاعب الحديثة، حيث تمّ منحها لأشخاص لا يقدرون المسؤولية ولا يحافظون على المنشآت التي تعد إضافة نوعية للرياضة الجزائرية وكذا سوء التسيير وعدم كفاءة المُسيرين موضحا رؤيته قائلا:”لو كان لدينا مسؤولين أكفاء لتمكنا من استغلال ملعب براقي، ملعب 5 جويلية، ملعب تيزي وزو، وغيرهم بدل التوجه إلى بلد شقيق”، مُطالبا بتعيين أشخاص واعون بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم للحفاظ على كرامة الرياضة الوطنية.

وأضاف في السياق نفسه: “كان من الأجدر النظر لعدم جاهزية الملاعب والمنشآت ككل مرة على أنّها الفضيحة التي يجب تسليط الضوء عليها وليس قرار نقل التربص نحو تونس”.

وختم المحلل مصطفى معزوزي، تصريحه بالحديث على قائمة المنتخب المعنية بمبارتي تنزانيا والسنغال حيث يرى أنّ الأسماء التي تستحق الحضور قد تواجدت في القائمة.

وتختلف الرؤى والتكهنات حول مستقبل الإتحادية الجزائرية لكرة القدم وكذا الوضع الذي سيؤول إليه المنتخب الوطني في ظل الفراغ الموجود، ليبقى الوقت كفيلا بالرّد على مختلف التساؤلات والتفسيرات المطروحة حول الوضع الراهن الذي تعيشه الكرة الجزائرية.

 

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى