القمة العربيةحوارات

الإعلامي القطري جابر الحرمي: على القادة العرب السير مع الجزائر

أكد الإعلامي القطري جابر الحرمي أهمية الدور الإيجابي الذي تلعبه الجزائر في لم الشمل العربي والابتعاد عن مكامن الخلاف، معتبرا الجهود التي تبذلها في توحيد الصف الفلسطيني خير نموذج وهو ما يستدعي من القادة العرب اغتنام القمة العربية المقبلة كفرصة ذهبية للاتفاق على حد أدنى من المصالح العربية- العربية.

كما شدد نائب الرئيس التنفيذي لجريدة “الشرق” القطرية في حوار له مع “سبق برس”، على ضرورة توحيد الصف العربي انطلاقا من الشق الاقتصادي الذي من شأنه تثبيط الخلافات السياسية أو على الأقل تحييدها جانبا والعمل على توحيد المواقف العربية لمواجهة الصعوبات التي يطرحها الوضع الدولي.

 

 تقييمكم لوضع الدول العربية حاليا في ظل الأحداث والتطورات الدولية ؟

للأسف الشديد الوطن العربي يعيش منذ سنوات أوضاعا جد سيئة على الصعيد السياسي، الاقتصادي، الثقافي ومختلف الأصعدة، إذ هناك أزمات تعتري المنطقة العربية طوال العقود الماضية.

ورغم أن العالم يعيش اليوم أوضاعا متقلبة وأزمات مختلفة ربما الحرب الأوكرانية- الروسية هي المثال الأبرز عنها بعد أزمات الطاقة، المناخ، أزمات اقتصادية، فرغم كل هذه الأزمات إلا أن العرب لم يلتفتوا إلى تصحيح أوضاعهم والاستفادة من الانشغال العالمي في هذه الأزمات لترتيب البيت العربي.

فلا تزال الأزمات تعصف بنا دون أن نلتفت إلى تصحيح أوضاعنا خاصة الأوضاع الاقتصادية التي تنعكس سلبا على أوطاننا العربية المختلفة، فهناك أزمات اقتصادية وفي غالبية الدول العربية نفتقر لمعالجات حقيقية لهذه الأزمات. لذا أتمنى أن تعيد لنا هذه الأزمات البوصلة في تصحيح الأوضاع العربية بما يتوافق مع مصالحنا العليا المشتركة في الوطن العربي الموحد.

 

ما هي أهم النقاط السلبية التي يمكن أن تنعكس على المنطقة ودولها، وما هي النقاط الإيجابية التي يمكن أن يتم الاستثمار فيها ؟

 

نتمنى ألاّ تؤثر الأوضاع العالمية التي نشاهدها اليوم على الدول العربية ومواقفها من محاور الاستقطاب وألاّ تؤدي لمزيد من الانجرار وإلى الوقوف إلى جانب طرف دون آخر على حساب مصلحة ومصالح الوطن العربي. يجب اليوم استثمار هذه الأوضاع ليكون لدينا موقف عربي مُوحد، كتلة مُوحدة تراعي مصالحها ومصالح شعوبها بالدرجة الأولى، وتحاول الابتعاد عن المحاور التي تعمل على استقطابها سواء من طرف الولايات المتحدة الأمريكية والغرب أو من قبل روسيا والأقطاب الأخرى.

كما يجب الاستفادة من الدروس السابقة والالتفات لأوضاعنا الداخلية واستثمار ما لدينا من إمكانيات وثروات لنكون رقما مهما في المعادلة الدولية وليس مجرد رقم لا وزن له في هذه الأحداث.

العالم العربي يمتلك كل الثروات سواء في مجال الطاقة أو المجالات المعدنية أو الأمن الغذائي أو المحيطات التي يقع عليها والمواقع الإستراتيجية، كل هذه الإمكانات لم تستثمر بصورة صحيحة للقيام بدور بارز لأمتنا ووطنا العربي ولصالح شعوبنا العربية التي تعاني أوضاعا اقتصادية صعبة يضاف إليها الأوضاع السياسية التي تنعكس سلبا على المنطقة.

 

ما الذي يتوجب على القادة العرب السعي إليه من خلال القمة العربية المقبلة لتفعيل دور موحد للدول العربية؟

اليوم أمام القادة العرب فرصة ذهبية من خلال القمة العربية التي ستستضيفها الشقيقة الجزائر مطلع نوفمبر المقبل؛ هذه القمة هي فرصة لتوحيد الصف وإبعاد الخلافات السياسية القائمة والتوجه نحو الاتفاق على حد أدنى من المصالح العربية – العربية والبناء عليها وترك ما هو مختلف عليه خاصة الملف السياسي، والتركيز على ما نحن متفقون عليه خاصة الملف الاقتصادي والعمل على بلورة رؤية موحدة وتعزيز التعاون على الصعيد العربي.

المنطقة تمتلك كل الإمكانات التي يمكن أن تدفع لخلق تعاون وتكامل اقتصادي حقيقي، كما أن شعوبنا اليوم بحاجة للتعاون الاقتصادي وإلى التكامل لتوفير الوظائف مثلا، ف هناك مئات الآلاف من شبابنا يتخرجون ويتوجهون لسوق العمل دون إيجاد وظائف حقيقية، شباب يموتون في البحار بحثا عن الهجرة، لذا يجب أن يتلفت القادة إلى إيجاد رؤية موحدة وإيجاد تكامل اقتصادي بين الدول العربية لتجنيب شعوبنا مزيدا من الأزمات والأوضاع الصعبة التي نشاهدها.

وإذا لم يتم استثمار القمة المقبلة، ولم تلعب الجامعة دورا حقيقيا لتوحيد هذا الصف العربي وتوحيد المواقف فإننا ذاهبون لأوضاع أكثر صعوبة وسوف تتعرض الشعوب لأزمات أكثر مما هي عليه اليوم، والعالم لن يقيم لنا اعتبار إذا لم نكن كتلة موحدة لها كلمتها عند أي اختلاف على الصعيد الدولي، فيجب أن نعمل على توحيد الصف العربي بما يخدم مصالح الشعوب العربية.

 

كيف ترى دور الجزائر في لم الشمل العربي وتوسيع العمل المشترك بين الدول العربية ؟

الجزائر تلعب أدوارا إيجابية كبيرة في لم الشمل العربي والدفع به نحو خطوات إيجابية وتحقيق المكاسب والابتعاد عن مكامن الخلاف، ودور الجزائر اليوم لا يقتصر على القمة العربية، إنما لعبت الجزائر ومازالت تلعب أدوارا إيجابية، ونرى ذلك على صعيد القضية الفلسطينية ودورها المحوري في ترتيب البيت الفلسطيني والسعي لإيجاد مصالحة فلسطينية حقيقية وذلك ليس إلاّ أنموذجا للم الشمل العربي.

كما أن المسؤولية اليوم لا تقع على الجزائر فقط بل كل الدول العربية عليها مسؤوليات وضع أيديها في يد الشقيقة الجزائر لمعالجة هذه الأزمات ولملمة الشمل العربي بصورة حقيقية، والسعي لتوسيع العمل العربي المشترك على مختلف الأصعدة خاصة الاقتصادي، حيث تتنافس جل دول العالم حاليا على المصالح الاقتصادية بينما نحن لا نسعى نحو إيجاد تكامل عربي حقيقي رغم ما لنا من إمكانات. فلو ألقينا نظرة على التجارة البينية وجدناها لا تتجاوز 10 بالمائة، بينما هي بين الدول الأوروبية تتجاوز 65 بالمائة، فلما هذا؟ رغم أننا الأقرب من بعضنا البعض.

لذا نتمنى أن تكون قمة الجزائر قمة فارقة ما بعدها يمثل نقلة نوعية للعمل العربي ومختلف عما كان قبلها وأن تؤسس هذه القمة بقيادة الجزائر لعمل عربي مشترك نوعي خلال المرحلة المقبلة لإنقاذ ما يكن إنقاذه ولمعالجة الأزمات التي تعصف بالعالم العربي.

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى