بيتكوفيتش والتحديات الأربعة
شرع مدرب المنتخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش في العمل الجدي على رأس العارضة الفنية للخضر.
وأشرف بيتكوفيتش مساء الاثنين الماضي، على انطلاق التربص التحضيري للدورة الدولية الودية FIFA SERIES والتي جاءت تحت رعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، بمشاركة كل من الجزائر، جنوب إفريقيا، بوليفيا وأندورا.
وتنتظر الناخب الوطني عديد التحديات في مهمته الجديدة، على غرار العمل على إعادة هيبة المنتخب الوطني قاريا وإقليميا لاسيما بعد الإخفاقات الأخيرة المتتالية والخروج من الدور الأول في آخر نسختين من كأس أمم إفريقيا.
كما يواجه بيتكوفيتش تحدي وضع إستراتيجية عمل مُحكمة وفرض الانضباط داخل التشكيلة، بالإضافة إلى حسن اختيار القائد الجديد للخضر.
تصفيات كأس العالم 2026.. أول تحدي
تُعتبر دورة الفيفا الودية التي تحتضنها الجزائر من 18 إلى 26 مارس 2024، تحضيرا جيدا قبيل مواصلة غمار تصفيات كأس العالم 2026 التي ستُقام في كل من الولايات المتحدة الأمريكية، كندا والمكسيك.
ورغم تصدر الخُضر لجدول ترتيب المجموعة بالعلامة الكاملة بعد فوزين ضد الصومال “3-1″، وضد الموزمبيق “0-2″، إلا أن تربص جوان سيشهد مواجهتين في غاية الصعوبة ضد منتخبي غينيا بـ “الجزائر”، وضد أوغندا “خارج القواعد”.
وسيكون فلاديمير بيتكوفيتش على موعد مع أول اختبار رسمي له عندما يواجه منتخب غينيا على ملعب نلسون مانديلا بالجزائر العاصمة.
كما تعتبر هذه المباراة بمثابة فرصة مثالية لرفقاء بن ناصر لمواصلة تعبيد الطريق نحو مونديال 2026، ولن يتأتي هذا الأمر إلا بالتحضير الجيد من خلال دورة الفيفا الدولية.
جدول مباريات الخضر في شهر جوان الخاص بتصفيات مونديال 2026
من الـ3 إلى الـ11 جوان 2024:
الجولة الثالثة: الجزائر-غينيا
الجولة الرابعة: أوغندا-الجزائر
إعادة هيبة الخضر
التحدي الثاني للمدرب فلاديمير بيتكوفيتش، يتمثل في العمل على إعادة هيبة المنتخب الوطني، الذي كان في وقت ليس بالبعيد، سيّدا لقارة إفريقيا، ولم ينهزم طيلة 35 مباراة متتالية.
الخروج من الدور الأول في آخر نسختين من كأس إفريقيا للأمم “الكامرون 2021″، و “كوت ديفوار 2023″، بالإضافة إلى الإقصاء من التأهل إلى كأس العالم فيفا قطر 2022، كلها خيبات توالت على المنتخب الوطني، ويسعى بيتكوفيتش إلى عدم الوقوع في نفس الأخطاء التي وقع فيها الناخب الوطني السابق.
وكان المدرب السابق لمنتخب سويسرا، قد أكد في أول ندوة صحفية عقدها، على سعيه لإعادة هيبة الخضر من خلال “فرض الصرامة والانضباط داخل المنتخب الوطني”، بالإضافة إلى الاعتماد على المواهب الشابة وفلسفة لعب جديدة تُتيح المجال أمام المواهب الصاعدة لإبراز إمكاناتها وسط بيئة عمل مُحفزة.
حقبة جديدة وقائد مناسب
شهدت قائمة اللاعبين المعنية بتربص شهر مارس غياب بعض الأسماء البارزة، يتقدمهم قائد المنتخب رياض محرز الذي طلب الإعفاء من أجل التفكير في مستقبله وإمكانية اعتزاله دوليا.
كما عرفت القائمة غياب الهداف التاريخي للخضر إسلام سليماني، يوسف بلايلي، الحارس رايس وهاب مبولحي، أحمد توبة وغيرهم.
ويبحث بيتكوفيتش عن قائد مناسب يخلف رياض محرز، ويحمل شارة القيادة في الحقبة الجديدة التي تنتظر محاربي الصحراء.
وكان المدرب الجديد قد تطرق إلى هذا الموضوع، خلال الندوة الصحفية التي عقدها الأحد الماضي بقاعة المحاضرات بملعب نلسون مانديلا بالعاصمة.
وأوضح بيتكوفيتش قائلا: “بالنسبة لي عملية اختيار قائد جديد تتطلب احترام عدة شروط أهمها أن يكون يتمتع بالخبرة الكافية ومن بين أقدم العناصر الموجودة”.
ومن بين العناصر المحتملة لارتداء شارة القائد خلفا لرياض محرز، نجد “عيسى ماندي، إسماعيل بن ناصر، والعائد ياسين براهيمي، ورامي بن سبعيني”.
توليفة مناسبة بتكتيك مناسب
يتمتع مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم بفلسفة تكتيكية هجومية، كما أكده في تصريحات صحفية، الأحد الماضي.
هذه الفلسفة تعتمد بشكل كبير على مزيج من لاعبي الخبرة والشباب، وهو الأمر الذي شرع بيتكوفيتش في العمل عليه.
وأوضح المسؤول الأول على العارضة الفنية للخضر، في هذا الجانب قائلا: “أحبذ بشكل كبير السيطرة على المباريات، فلسفة لعبي ترتكز على الهجوم، التحكم الجيد في أطوار اللعب مع الارتكاز على دفاع قوي”.
وتُشكل دورة الفيفا خط انطلاق مناسب أمام أشبال بيتكوفيتش، لرسم معالم التشكيلة الأساسية، ووضع طريقة لعب تُناسب التعداد الثري الذي يتوفر عليه المنتخب في جميع الخطوط.
وأضاف بيتكوفيتش في هذا الخصوص: “دورة الفيفا الودية هامة جدا بالنسبة لي للوقوف على مستوى اللاعبين الفردية والجماعية، كما تُشكل محطة بارزة لرسم معالم التشكيلة ووضع فلسفة لعب واختيار 23 لاعبا مناسبا لتربص شهر جوان”.
التحديات السابق ذكرها تتطلب تظافر جهود الجميع من مدرب ولاعبين وتقنيين وإدارة واتحادية بالإضافة إلى دعم الجمهور، من أجل تخطيها والعودة بالمنتخب إلى المكانة المعهودة.
