العالمحوارات

السفير الصحراوي بالجزائر: إسبانيا ستدفع ثمن موقفها

وصف السفير الصحراوي بالجزائر، عبد القادر طالب عمر انقلاب الموقف الإسباني إزاء القضية الصحراوية بـ “المغامرة غير المحسوبة”، معتبرا أن خضوعها لإبتزازات نظام المخزن ستكون له تبعات من شأنها تأزيم الوضع الداخلي.

واعتبر عبد القادر طالب عمر في حوار مع “سبق برس” أن تبني الحكومة الإسبانية لأطروحة الاستعمار المغربي انحراف خطير على مواثيق الشرعية الدولية، مشيرا أن علاقة المملكة الإسبانية بالقضية الصحراوية “مميزة” عن باقي الدول.

“إسبانيا طعنت القضية الصحراوية مرة أخرى”

وأكد الدبلوماسي الصحراوي أن المملكة الإسبانية انسحبت من الأراضي الصحراوية دون استكمال تصفية الاستعمار وبالتالي القضية لم تستكمل، محملا إياها -إسبانيا- مسؤولية تعطيل ملف تقرير مصير الشعب الصحراوي.

ويـرى عبد القادر طالب عمر أن إسبانيا كقوة مسؤولة عن تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية طعنت الشعب الصحراوي بعد ما قامت به أثناء اتفاقيات مدريد، وهو ما سيُشجع الاستعمار المغربي على الاستمرار في ممارسات النهب، القمع وانتهاك كل المواثيق الدولية.

بالمقابل، دعا فواعل المجتمع الإسباني من طبقة سياسية وومجتمع مدني إلى التجند وإسقاط هذا الموقف الذي أبانت ردود الفعل الداخلية عن رفضـه شكلا وجوهرا.

إنقلاب الموقف الإسباني “هزيمة دبلوماسية”

وفسر المسؤول الدبلوماسي انقلاب الموقف الإسباني إزاء القضية الصحراوية على أنه “هزيمة دبلوماسية” وضعف للموقف الإسباني أمام إبتزازات نظام المخزن الذي لعب أوراقه الأخيرة مع المملكة بالنظر إلى حساسية موقفها إزاء القضية الصحراوية.

وتـوقع المتحدث عدم صمود الحكومة الإسبانية أكثر أمام الضغوطات الداخلية والخارجية الرافضة لخطوة خرق المواثيق الدولية.

وأضاف: “في الحقيقة استغرب الموقف الإسباني في الوقت الذي يتشبث العالم أجمع بالشرعية الدولية.. يمكن تفسير الموقف على أن إسبانيا إنساقت وراء أطماعها بتعاون النظام المغربي في مواضيع الهجرة وحتى ملف سبتة ومليلية الذي حولها دبلوماسيوها أمام العالم إلى “مراهقة” أمام ضغوطات المخزن”.

“إسبانيا ستفشل مثل ترامب”

وربط رئيس الوزراء الصحراوي الأسبق مستقبل الموقف الإسباني بصفقة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع نظام المخزن على حساب سيادة الجمهورية العربية الصحراوية، متوقعا فشلها قريبا بعد فشل مخطط إدارة ترامب واعتراف الكونغرس الأمريكي بالمواثيق المحافظة على الشرعية الدولية.

كما توقع انقلاب الحكومة الإسبانية على أعقابها مجددا، قائلا: “المملكة الإسبانية مخيرة بين التراجع أو مواجهة أزمات هي في غنى عنها من الأساس”.

“إسبانيا ورطت نفسها مع الجزائر”

وأشاد سفير الصحراء الغربية لدى الجزائر بالموقف الجزائري الفوري المتمثل في استدعاء سفيرها لدى مدريد للتشاور، مشددا أن مواقفها في كل مرة تفرض مكانتها كقوة إقليمية لا يمكن تجاوزها.

وأوضح عبد القادر طالب عمر أن الجزائر دأبت على اتخاذ هذه المواقف التي سيكون لها تأثيرها على الرأي العام الإسباني، حيث تعد ردة فعل الجزائر مهمة جدا باعتبارها مورد أساسي للطاقة إلى أوروبا بالموازاة مع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وهو ما سيجعل الجانب الإسباني في موقف لا يُحسد عليه.

كما أكد على أن الموقف الجزائري سيعزز موقف الفواعل الإسبانية الرافضة للقرار الذي يمس بتوازن العلاقات الدولية للمملكة الإسبانية.

 

متعلقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى